كلمة رئيس التحرير / انطوان القزي

في أمثالنا الشعبية « الكبير بيستوعب الزغير».. ولكن عندما لا يحسب الكبير نفسه كبيراً ويتصرّف على أساسٍ آخر ، فماذا نفعل؟!..

تضحكني العناوين التي تقول أن السلطة تراهن على تعب الناس ومللهم من الشوارع، وقبل ذلك لا تغيير!.

وتستفزّني العناوين التي تقول أن تلفزيون لبنان يعيش على المرّيخ ولا يعلم ما في الشوارع، وهو يبث مسرحية « بترا» ولا يجرؤ على بثّ «ناطورة المفاتيح» أو «الشخص» أو «ناس من ورق» لأن فيها تلطيش على المكتب الثاني الذي كان يتحكم بالأمور يومها وخشية أن يربط الناس بين المكتب الثاني وبين ما تمارسه السلطة اليوم. كما لا يجرؤ هذا التلفزيون على بث مسرحية « المحطة» لأنها ترمز الى الفساد ولأن الناس ذهبوا ينتظرون القطار واكتشفوا أنه لا توجد محطة!.

ماذا نقول في هذه السلطة التي صادرت التلفزيون الرسمي وقامت بحركة إنقلابية في الوكالة الوطنية للإعلام وأبعدت مديرتها لور سليمان لأنها كانت تنقل أخبار الشارع ، فاستقدموا مديراً بدلاً منها ينقل أخبار أسعار الموز في الإكوادور و التشيلي وموسم الكاكاوو في زامبيا.

ويؤسفني أن أقرأ سجالات صبيانية حول عدد المتظاهرين وأن أهل السلطة يقولون أن هناك مبالغة في العدد الذي لا يتجاوز الربع مليون.. ولنسلّم جدلاً معهم ان ربع مليون لبناني في الشارع، فهذا يعني أنهم يعترفون بهذا العدد، وما دام الأمر كذلك ، فهل الربع مليون هم حرف ساقط في العهد القوي ولا يستحقّون آذاناً صاغية لأصواتهم؟!.

قراتُ في الماضي عن عيدي أمين عندما أقفل التلفزيون لعدّة شهور لأنه بثّ خبراً لم يعجب خاطره.. وقرأت عن ديكتاتور زيمبابوي روبرت موغابي الذي توفي منذ أسابيع أنه حجب الصحف لأسبوع كامل لأنه اعتبرها مقصّرة في الحديث عن إنجازاته..علماً أن كل انجازاته كانت دموية.. ونحن يا جماعة لسنا لا في أوغندا ولا  في زيمبابوي، بل في بلاد تشبه كوبا في زمن فيديل كاسترو الذي كان كلًما ألقى خطاباً كان تصفيق الناس له يستغرق أكثر مما يستغرق كلام الخطاب.

فيا أيها اللبنانيون ، صفّقوا وصفّقوا كثيراً قبل أن يقيّدوا أيديكم بأغلال لأنكم شكّلتم سلسلة بشرية « إيد بإيد» من الناقورة الى العبدة..

أيها اللبنانيون، أشكروا ربّكم لأن الشمس ما زالت تشرق كل يوم.. ولا تتفاجأوا يوماً  إذا جاء الربيع بلا زهور؟!.