فؤاد شريدي- سدني

إلى الذين يواجهون بصدورهم العارية ..
جيش العدو الصهيوني الحقود ..
في القدس .. في الخليل في جنين .
وعلى كل شبرٍ من أرض فلسطين
أهدي هذه القصيدة

سبعون عاماً وأنا أتلظّى على جمر أحزاني
أفتش عن هويتي عن حقيقتي .. عن سر كياني
لا الجمر أحرقني .. ولا الحزن أقعدني وأعياني
ولا جراد الحاقدين .. قد نال من أزهار بستاني
لفلسطين لا أكتب بالحبر الأزرق…
أنا أكتب بدمي بالاحمر القاني ..
لفلسطين أكتب شعراً .. بحبر من نزف شرياني

أنا كتبت وصيتي .. وأخذت قراري
لن أظل قابعاً في عتمة الجدار
سأزحف إلى فلسطين مع الثوار
لأزرع على جدران مساجدها وكنائسها
أجمل ورودي وأزهاري ..
وأعلن للدنيا ولادة فجري ونهاري
..
أنا إن اسقط شهيدا.. ستكون شهادتي ..
قدراً جميلاً من أجمل أقداري ..
إن بتروا أصابعي برموشي ..
سأظل أكتب لفلسطين شعراً
من أجمل أشعاري ..
لن أظل ناسكاً .. في صومعة الشعر ..
أداعب أوتار قيثاري ..
فلسطين علمتني كيف أكون عاشقاً ..
لأهدي للجائعين .. العاشقين .. الثائرين ..
أرغفة الحب .. من خبز أشعاري ..

فلسطين علمتني ..
كيف أكون عاشقاً من أكبر العشاق..
لأجلها سكبت دمي شعراً على الأوراق..
حبها طهّرني من لوثة الأحقاد..
وأنقذني ..من غياهب الموت والرماد ..
لأجلها سأظل شاهراً سيفي ..
ولم أترجّل عن صهوة جوادي ..

حتى يموت الموت على دمي ..
لأقول للدنيا .. يا أيتها الدنيا إشهدي ..
القدس قامت لثوب المسيح ترتدي..
القدس قامت لتقول للدنيا ..
أشرقت شمسي .. وغابت شمس العدوالمعتدي
اليوم أرى طفلاً فلسطينياً .
يمشي في القدس مع المسيح
ليصلي معه ويتعمّد
اليوم تقوم الحياة .. ليهتف غصن زيتون .
على أرض فلسطين .. سيموت الموت ..
وعلى أرضها الخلود يُخلّد
اليوم يمشي المسيح .. إلى المسجد الأقصى ..
ليعانق خاتم النبيين محمّد ..