غريب أمر « حماس» لقد كانت منتصرة في غزّة، فلماذا تريد ان تنهزم مجدّداً في وحول لبنان.
ففي حين يتابع اللبنانيون ما يحصل في غزّة بعين الغضب والحزن والأسى والإستنكار، تفاجئهم «حماس لبنان» ببيان، ثم بتصحيح البيان بعد ردود الفعل المستنكرة، ثمّ بتصحيح التصحيح.
في البيان الأول دعت الى الإنضمام الى «طلائع طوفان الأقصى»، وفي البيان الثاني قالت أنه ليس ميلشيا بل هو حشد شعبي، أما البيان الثالث فيقول:»إن ما تتطلع إليه حماس يبقى تحت سقف تعبئة الفلسطينيين ثقافياً؛ تقديراً منها لعدم المساس بالسيادة اللبنانية”.. بربكم ، ألم يكن من الأفضل الإكتفاء بالبيان الأول؟!. ويبدو أن جماعة “حماس” يستنزفون وقتهم في إصدار البيانات، علماً أن المطلوب هو واحد.
ليت الحماسيين قرأوا أو يقرأون «كتاب الدعسات الفلسطينية في لبنان» الذي ضمّ اعترافات أبو عمّار وسائر الأبوات وهم في طريقهم الى تونس واليمن بالأخطاء التي ارتكبوها في الوطن الصغير الذي أعطى دون سائر العرب لقضية فلسطين؟.
ماذا يريد الحماسيون من شعبٍ ناصرهم وآزرهم ، يفرح لفرحهم ويغضب لغضبهم يأخذ بأيديهم ولا يزال.
والتاريخ يثبت ويؤكّد بالفعل والممارسة أن لا أحد يستطيع أن يزايد على اللبنانيين لا بالقول ولا بالفعل في وقوفهم الى جانب القضية الفلسطينية وليسوا بحاجة الى بيانات حماس «الحماسية” وهي في هذا الإطار كالذاهب الى الحجّ واللبنانيون راجعون.
ويوم كانت كل منظمة تلتحق بنطام عربي يستغلّها لمصالحه، كان لبنان يرافع عن كل فلسطين في الأمم المتحدة ويحتضن منظماتها من «فتح لاند» الى «جمهورية الفاكهاني» مروراً بالمخيمات وقوسايا وحارة الناعمة؟!.
وهل يحتاج الشارع اللبناني الى تحشيد وهو الذي حشد العالم لأجل فلسطين طيلة 76 عاما، وهل تحتاج المخيمات لتفعيل بعدما أرهقتها حماس منذ أشهر في محاولة تحرير مخيم عين الحلوة من منظمة فتح بعدما حرّرت غزة منذ سنوات من سلطة رام الله؟!.
أيها الحماسيون اتركوا اللبنانيين يحبّون فلسطين ويعملون لها بلا تحشيدكم وطلائعكم وطوفانكم، إلاّ إذا كنتم تريدون استعداء من بقي معكم من اللبنانيين.
وهل الوطن الذي يقاوم على امتداد جنوبه حدوداً وعمقاً ويدفع الأثمان الغالية على امتداد الساعة، يحتاج الى بياناتكم؟.
ما نسوقه سيغيظ البعض وسيغضب البعض الآخر، لأن الحقيقة تغيظ وتُغضب..إلّا أذا كنتم ستصدرون نسخة جديدة من «طريق القدس تمرّ في جونية»؟.
كنا نتمنّى ألّا نعود الى ذاك الزمن وشعاراته، لكن من المفيد تذكير من لديه ذاكرة قصيرة من باب «مكرهاً أخاك لا بطلاً».
أيها الحماسيون نحن معكم وأمامكم في فلسطين.. أما في لبنان فارحمونا؟!.
أنطوان القزي