بقلم رئيس التحرير / أنطوان القزي

يلمس المواطن الأسترالي غلاءً غير مسبوق في الأسعار، خاصة على مستوى الضروريات: خضار ، لحوم  وبترول وكهرباء وغيرها إلى جانب ارتفاع أسعار الفائدة.

وتملأ الإضرابات شوارع المدن الكبرى في أستراليا، من قطاع التعليم الى قطاع التمريض الى قطاع الخدمات الجوية.

في البدء قيل : ما بعد الكوفيد ليس كما قبله، ثم قيل: ما بعد حرب أوكرانيا ليس كما قبلها.

ولكن الحقيقة المرّة التي تتهرّب منها أستراليا هي : “ما بعد قطع العلاقات مع الصين ليس كما قبلها”.

يقول مواطن بريطاني:” أصبحت أتخلى عن وجبة في اليوم لكي أستطيع إطعام أطفالي” حيث بات 14 مليون بريطاني يعانون من الفقر، ويقول خبير اقتصادي بريطاني:” ليس السبب وحده الحرب الأوكرانية بل بدأت طلائع الأزمة بعد “البريكست” وخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي”.

وفي ايطاليا ذكرت دراسة أجرتها جمعية الحرفيين والشركات الصغيرة في إيطاليا أن حوالى 4 ملايين أسرة (أكثر من 9 ملايين شخص) معرضون لخطر فقر الطاقة.

وتوضح الدراسة أن الأسر التي توصف بأنها في حالة فقر في الطاقة هي التي لا تستطيع استخدام نظام التدفئة في الشتاء، ونظام التبريد في الصيف بسبب الظروف الاقتصادية غير المستقرة.

ورغم ان المانيا تُعتبر الأكثر ثراء في أوروبا والأكثر إتناجاً وتصديراً، يعيش فيها 14 مليون فقير من أصل 83 مليون نسمة.

ويضطرأشخاص إلى العمل صباحاً كموزعي صحف، ومساءً في مطاعم بيتزا كي يستطيعوا تأمين دخل كاف لأسرهم، “ما يجعلهم غير سعيدين بوظائفهم التي لا تحسّن وضعهم المالي، وتزيدهم فقراً”.

ولا تقل مشكلة الدول الإسكندنافية عن مشكلة ألمانيا.

قياساً على ما تقدم، لا تزال أستراليا أفضل حالاً ولا ينقصها إلا اليد العاملة إذ يعاني قطاع التجزئة من 40 ألف وظيفة شاغرة.

كذلك قطاع الزراعة حيث أأُتلفت أطنان الثمار بسبب عدم قطافها.

ومثله قطاع التمريض والبناء.

لذلك اتجهت أستراليا إلى زيادة “كوتا” العمال المهرة.

وهناك 400 مليون لتر من النفبيذ الأحمر الزائد في أستراليا بحاجة إلى تصريف.

أما موسم القمح فهو في عصر ذهبي بعد اتجاه الكثير من الدول المستوردة عن القمح الأوكراني إلى القمح الأسترالي، وكذلك اللحوم والغاز.

كذلك الأمر بالنسبة الى اللحوم، ولا ننسى الإقبال على الغاز الأسترالي.

ختاماً ، البلد الذي يحتاج الى من يجني مواسمه ويحصد خيراته ، لا خوف عليه ، هو بحاجة ألى وعي وحُسَن تدبير من حكّامه؟!.