الباحث البريطاني، ديفيد آيك، الذي اثار جدلاً كبيراً بسبب آرائه «النافرة» حول نظرية المؤامرة والتي تشمل التشكيك في خلفيات اهم الاحداث العالمي]، ومنها التشكيك في مصادقية «المذبحة اليهودية» على يد النازية وحوادث 11 ايلول وغيرها من الاحداث العالمية، جرى منع دخوله الى استراليا، بعد ان كان قد قدم اليها اكثر من ثماني مرات لإلقاء محاضرات حول آرائه السياسية.
ونشرت الـ ABC وصحيفة «جاروزاليم بوست» ان المنظمات المجتمعية اليهودية في استراليا اطلقت حملة لمواجهة آراء ديفيد ومارست ضغوطات على الحكومة لإلغاء تأشيرة دخوله الى استراليا، على خلفية آرائه المتطرفة، وفي مقدمتها انكار حقيقة «المحرقة اليهودية» والترويج لفكرة ان العالم تحكمه اقلية تنتمي الى سلالة «السحليات الغريبة (Lizards ) التي تتخذ اشكالاً بشرية، ومن ضمنها اعضاء في العائلة المالكة والعائلات التي تتحكم بسياسة واقتصاد العالم.
وكان من المقرر ان يسافر ديفيد آيك الى استراليا الشهر المقبل، ويلقي محاضرات في جولة تشمل كل من ملبورن وادلايد وبرزبن وهوبارت وسيدني.
لكن وزير الهجرة ديفيد كولمان خضع، كما نشر في وسائل الاعلام، الى الضغوطات التي مارسها مجموعات مناهضة لآراء آيك، والغيت تأشيرة دخوله الى استراليا، على خلفية صفاته الشخصية.
وكانت الحكومة قد الغت العام الماضي تBشيرة دخول الناشط اليميني المتطرف غافان ماكينز Gavin Mcinnes قبل جولته المعدّ لها لمختلف المدن الاسترالية.
وامس صرحت وزيرة الظل للهجرة شاين نيومان ان الحكومة اتخذت القرار الملائم في حالة آيك. واكدت ان حزب العمال يرحب بالقرار الذي اتخذته الحكومة، وهو مطلب عمالي، طالما دعا اليه حزب العمال في السابق، لإلغاء تأشيرة دخول ديفيد آيك الى البلاد.
وان القرار الأخير يعود الى وزير الهجرة ديفيد كولمان ليوضح من سيُسمح له بالدخول الى استراليا وكيف تتلاءم قراراته مع المعايير المعتمدة ومع تمنيات المجتمع الاسترالي.
وكان مدير مفوضية مكافحة التشهير دفير ابراموفيتش قد امتدح بدوره الحكومة لاعلانها الصريح ان معاداة السامية ومفكري «الهولوكوست» لن يجدوا مأواً لهم في استراليا.
< ديفيد آيك يوضح : من هو؟
ونشر آيك رسالة على تويتر يؤكد فيها انه «ضحية حملة تشهير من قبل بعض السياسيين. وذكر انه ليس معادياً للسامية او منكراً «للهولوكوست»، وانه لم يكن ينوي التطرق خلال جولته او حتى ذكر «المجتمع اليهودي».
كذلك جدّد آيك خلال لقاء له مع القناة العاشرة شرح بعض مواقفه الملتبسة. وتساءل: لماذا يحق انتقاد اي بلد او مجموعة سكانية ويحظر التحدث عن بعض اليهود. واكد اعترافه بوقوع «كارثة» على يد النازية، لكنه اتهم بطريقة غير مباشرة ان اصحاب الضحايا تحولوا اليوم الى نازيين من جراء ردود فعلهم المتطرفة.
في لقاء مطول مع News.com شمل آراءه وطروحاته السياسية، ذكر آيك انه منذ مطلع عمره. لم يكن مغرماً بالطبقة السياسية الحالمة. وكمراسل شاب في جزيرة وايت البريطانية. يعترف آيك ان عينيه تفتحتا للمرة الاولى.
في اوائل الثمانينات من القرن الماضي، عندما بدأ آيك المشاركة في اجتماعات المجلس البلدي حول المشاريع التي يجب تنفيذها والابنية التي سيمح بتشييدها. ولاحظ ان العديد من اعضاء المجلس البلدي كانوا يعقدون اجتماعات جانبية في المحفل الماسوني في الجزيرة ويقررون معاً ما يجب تنفيذه او التخطيط له، كما ذكر لشبكة نيوز دوت كوم.
وادرك آيك منذ ذلك الحين ان المواطنين ليسوا قادة العالم واصحاب القرار النهائي، كما يجري تصويره في الانظمة الديمقراطية. وادرك ان حفنة من الناس تتحكم بالعالم وتوجه سياسته: رجال سياسة، علماء آثار، صحفيين، مبرمجي كومبيوترز، امناء ومدراء وغيرهم.. اشخاص يساهمون في دفع العالم في اتجاه وليس لديهم اي فكرة انه جرى تنسيق كل الأمور مسبقاً.
ويرى آيك ان مهمته هي في وصل النقاط معاً لشرح الواقع الذي نعيشه ولكشف الحقيقة المحجوبة. وان ما يجري تحقيقه خطوة خطوة هو حصر كامل الصلاحيات في حكومة مركزية تمنح المزيد من السلطة لعدد قليل من الناس ليتحكموا بمصير الاغلبية منهم.
< المؤامرة
وتهدف المؤامرة، حسب رؤية ديفيد آيك، الى فرض حكومة عالمية تسيطر على العالم بأسره.
ويتهم آيك هذه المجموعة انها ليست بريئة من عمليات خطف الاطفال والاعتداءات الجنسية المنظمة عليهم. ويعتقد انه في حال تعمق الباحث في جوهر الحقيقة، يجد ان معظم هذه النخبة هم من «عبدة الشيطان».
ويذكر في احد مؤلفاته اسماء شخصيات بريطانية معروفة واسماء ممثلين وعاملين في قطاع الفنون والسينما، ومن ضمنهم رئيس الوزراء البريطاني السابق ادوارد هيث. واكد ان لديه ادلة عديدة علىانخراط كبار المسؤولين في هذه التنظيمات السرية «الشيطانية» لكن الشرطة لا تبالي بما لديه من معلومات، بحجة انه انسان غريب الأطوار وخارج على المألوف، مع العلم ان تحذيرات اطلقها سنة 1990 حول السلوك الشاذ لدى بعض الشخصيات المرموقة في بريطانيا، تبين لاحقاً انها ليست وهماً بل حقائق، وجرى ملاحقة البعض قانونياً ومن ضمنهم فنانون كبار.
< من هم المتهمون حسب نظرية آيك؟
يؤمن ديفيد آيك ان القلة الضئيلة التي تحرك الدمى الظاهرة وتتحكم بكل مظاهر حياتنا اليومية هم مجموعة شريرة ولكنها ذكية.
فهل هم من السحالي المتحولة بشراً، مخلوقات هجينة غريبة، ام انهم مجرد اناس متعطشون للسلطة؟
يرد آيك: هذا لا يهم حقاً.. انهم مجموعة من الاشرار الاذكياء، يتعاونون للعمل في نظام واحد للتحكم بعامة الناس، خاصة التلاعب النفسي بهم. لأنه اذا كنت قادراً على التلاعب في تصورات الناس وتعتقد بأن اسامة بن لادن كان وراء تفجيرات 11 ايلول في نيويورك، فإنك سوف تحصل على دعم شعبي لغزو افغانستان او احتلال العراق واشعال اية حرب اخرى في البلد الذي ترغب بدماره.
ويرى آيك ان هؤلاء المتلاعبين بالتحكم الجماعي للقدرات البشرية وللوعي الجماعي لدى الناس هم مشغولون بشكل خاص، في الوقت الراهن بـ «وادي السيليكون»، اي عالم الانترنيت والمعلوماتية والتواصل الاجتماعي.. وشرح قائلاً ان هؤلاء عملوا جاهدين لكي تصبح الانترنيت «العمود الفقري» للمجتمعات وللحياة الانسانية. ولتحقيق ذلك اعطوا الناس شبكات التواصل والانترنيت المحببة لديهم والتي يرغبون بها، وهي ظاهرياً شبكات الكترونية غير مراقبة.
ومن الآن وصاعداً، بعد ان اصبحت الانترنيت جزءاً يصعب التراجع عنه لأنه اصبح ضرورة اجتماعية للمعلومات ونقل الاموال والمعاملات التجارية والتواصل الاجتماعي، بدأت الآن مرحلة تبديل هذا الواقع. فمعالجة المشاكل اليومية بواسطة الانترنيت (Algorithm) وجميع انواع الحسابات العملية بدأ تعديلها ولو بخطوات بطيئة. وسيكون من الصعب الحصول على المعلومات او اجراء التبادلات دون ثمن. فتصرفات وسلوك الحكومات وما تنفذه من اعمال لن تكون سوى ملهاة للناس. فالقرار النهائي هو بيد من يتحكمون بنا من كبار اللاعبين.
ويشكّك آيك ان مارك زوكربيرغ هو فعلاً الشخص الوحيد الذي يتحكم بشبكة الفايسبوك، او ان جيف بيزوس هو من يدير «أمازون». انهما مجرد واجهة للمخابرات العسكرية الاميركية المتمثلة في البنتاغون بالدرجة الاولى.
ونظراً لتحكّم هذه الجماعات بدور النشر، قرر ديفيد آيك تأسيس دار نشر خاصة به، يساهم بواسطتها ليس فقط في نشر مؤلفاته بل بمنح آخرين من المفكرين والمحللين الاحرار نشر مؤلفاتهم وافكارهم المناهضة لهذه المجموعة الخفية.
واكد ان دور النشر ووسائل الاعلام تفرض رقابة وقيوداً على ما يمكن ان يقال او يكتب او يجرى عرضه على شاشات التلفزة. فالأمر كله يتعلق بجمع شظايا لغز يعجز الرقيب عن الحؤول دون ظهوره الى الملأ. لأن اخطر شيء يجهله الناس هو في الواقع حجم الشر الكامن وراء كل هذه الامور.
< نظرية السحالي Reptilians والتزاوج مع البشر.
في احد اهم مؤلفاته الأكثر شهرة – السر العظيم – The Biggest Secret، يرسم آيك بدقة الخطوط العريضة لعائلة تعرف تحت اسم Merovigians، ولها علاقة دموية مع نبلاء فرنسيين وترتبط بالفراعنة القدماء والاباطرة الرومان وبالعائلة المالكة البريطانية والرؤساء الاميركيين، وبمعظم الشخصيات السياسية المؤثرة عبر القرون الماضية. هذه السلالة هي من تحكم العالم وتتحكم بخيراته وبالقدرات البشرية. وهي من سلالة السحالي التي تزاوجت مع البشر.
< لكن ما هي المعلومات والمصادر المتوفرة التي تدعم هذه النظرية؟
> يقول ديفيد آيك ان اكثر من دليل واشارة هي متوفرة في الحضارات والآثار . فهناك اشارة الى السحالي والى مخلوقات اخرى في وثائق نجع حمادي وفي وثائق البحر الميت.
ويلجأ آيك ايضاً الى تفسيرات الباحثين للكتابات والآثار السومرية التي تتحدث مفصلاً عن عرق الأنوناكي Anunnaki ، وهو عرق سفلي من الزواحف جاؤوا الى الارض وتزاوجوا مع البشر، مما انتج حضارات متقدمة اولى، في سومر ومصر وبابل والاندوس، جنوب اميركا.
ويستشهد ايضاً بالعهد القديم عندما يتحدث عن الملائكة الساقطون وتزاوجهم مع نساء الارض. وتقول بعض الترجمات ان الملائكة الساقطين هم ايضاً العمالقة وسائر الكيانات التي تزاوجت مع البشر، وجاء الطوفان لاحقاً للقضاء عليها وعلى ذريتها الشبه انسانية.
الراهبة الالمانية آن كاترين ديمريتش التي كانت تختطف وتنتقل بالروح، تأتي على ذكر العمالقة، وتقول انهم كائنات شريرة لديهم قدرات شيطانية خارقة ويتعاطون السحر. وكانت تراهم يتسلقون اماكن مرتفعة وخطرة بسهولة القردة ويتمتعون بقوة غير طبيعية وقدرات غير اعتيادية. وفهمت من معايناتها انهم بنوا مدينة تدمر وقلعة بعلبك واهرام مصر . وان سميراميس كانت متحدرة من ذريتهم.
وفي سومر القديمة وجدت تماثيل حرفية لآلهة الزواحف ترضع احفادها. ونجد ايضاً صوراً وتماثيل مماثلة في الحضارة الهندية والصينية واميركا الوسطى، كما تذكر حضارات شرق آسيا اسماء آلهة هجين هم مزيج بين الانسان والحيوان.
سواء كان المرء مصدقاً لهذه النظرية ام لا، فإن مشاعر الناس في ايامنا المعاصرة تشير الى اهتمامهم الحقيقي بالظلم والانسانية، بالخير والشر. وان نسبة القلق بين الناس حول العالم، تدفعنا الى التفكير ملياً باحتمال وجود عرق ما يتحكم بالعالم، في حال اطلقنا عليه تسمية الزواحف او المخلوقات الفضائية الغريبة ومجموعة مرتبطة بها بفعل التناسل او التطبيع او المصالح المشتركة…
فهل الغيت تأشيرة دخول ديفيد آيك الى استراليا، بسبب تساولاته حول صحة «الهولوكوست» او بسبب تسليطه الأضواء على جانب مظلم لطبقة شريرة تسعى لاحكام سيطرتها على البشرية، وفرض حكومة عالمية تستعبد كل الناس وتلغي كل الأديان وتكبل كل الحريات والحقوق الانسانية.
لذا اصدرت هذه «القوة الخفية» اوامرها وما على رجالات السياسة الا الالتزام بها وتنفيذها بحجة التمييز العنصري واللاسامية؟؟
فلماذا يمنع ديفيد آيك من دخول استراليا بعد ان زارها 8 مرات في السابق.
pierre@eltelegraph.com