يثير الحظر الوشيك لوسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون سن 17 عامًا في أستراليا مخاوف بشأن تزايد العزلة بين المراهقين في المناطق الريفية والنائية في غرب أستراليا.
في حين أن السياسة، التي تدخل حيز التنفيذ في 10 ديسمبر، تهدف إلى معالجة الضغوط السلبية الموثقة والتأثيرات الضارة للتنمر الإلكتروني، يرى دعاة الصحة العقلية أن هذا الحظر الشامل يمثل تحديات فريدة للأطفال المعزولين جغرافيًا.
وسائل التواصل: شريان حياة للمناطق الريفية
أشار مدير “هيدسبيس” (Headspace) أندرو وينزل، الذي يعمل في ألباني، وهي مدينة إقليمية تبعد 400 كيلومتر جنوب بيرث، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل “التواصل، والتعليم، ومصادر الإلهام والضحك، خاصة للأطفال في المناطق الريفية الذين غالبًا ما يكونون أكثر عزلة”.
ووفقًا لوينزل، فإن هذه القدرة على “البقاء على اتصال خلال عطلة نهاية الأسبوع أو العطلات المدرسية ستتأثر بشدة” بالنسبة “للشباب الذين يعودون إلى مزرعة تبعد 50 كيلومترًا عن أقرب ملكية، ناهيك عن أصدقائهم”.
يزداد التحدي بالنسبة للمراهقين الريفيين من المجتمعات المهمشة الذين يستخدمون المنصات الرقمية لتعزيز الشعور بالانتماء.
- الشبكات العصبية المتنوعة: وصفت نيك أفيري، الرئيسة التنفيذية لشبكة التوحد في الجنوب الغربي (South West Autism Network)، المنصات الرقمية بأنها “شريان حياة” للأشخاص ذوي التنوع العصبي في المناطق الريفية والنائية، وغالبًا ما تكون “الشكل الأساسي للتواصل”. وأعربت عن خشيتها على الصحة العقلية للأشخاص ذوي الإعاقة الذين يعيشون في هذه المناطق، والذين “يعانون من عزلة شديدة وغالبًا ما تظهر عليهم علامات تطور الاكتئاب” بسبب صعوبات تكوين الصداقات.
- مجتمع الميم (LGBTQIA+): قال ممثل “ألباين برايد” (Albany Pride) تايجر بيرد إن المراهقين في مجتمع الميم في المناطق الريفية يواجهون حواجز خاصة أمام الدعم والمجتمع، مشيرين إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي “توفر الكثير من التواصل ودعم الأقران حيث لم يكن ليوجد خلاف ذلك”.
“وقفة” ضرورية للتنمية
من ناحية أخرى، ترى عالمة النفس السريري للأطفال في غرب أستراليا إميلي كروفورد أنه يجب النظر إلى الحظر المقترح على أنه “وقفة ضرورية للغاية” وليس تقييدًا.
وقالت كروفورد إنها “متحمسة لهذا الأمر” لأنه “سيعطي الأطفال الذين لا تزال أدمغتهم تتطور المزيد من الوقت لأخذ استراحة منه، وتعلم المزيد من ضبط النفس والتمتع بطفولة أكبر قبل أن يبدأ”.
بصفتها عالمة نفس، أقرت كروفورد بالدور المهم للتكنولوجيا، خاصة في المناطق النائية والريفية، مثل برامج “مدرسة الجو” (School of the Air)، لكنها أكدت على الفرق بين استخدام التكنولوجيا للتعليم وبين “وسائل التواصل الاجتماعي، وهو الجزء الذي نتحدث عن تأجيله”.
وتحدثت كروفورد عن تجربتها الشخصية في مزرعة عائلتها في منطقة كوجونوب الجنوبية، حيث تقضي عائلتها العطلات خالية تمامًا من التكنولوجيا. وأشارت إلى أن “توفير مساحة للابتعاد عن الإنترنت كان هدية”.
وشددت كروفورد على أن تهيئة البيئات والتوقعات التي تتيح للأطفال أن “يشعروا بالملل” أمر حيوي، مشيرة إلى أن هذا أسهل من “انتزاع” التكنولوجيا فجأة.

