تعهدت أستراليا والهند بتعميق التعاون الدفاعي بينهما في ظل بيئة إقليمية أكثر خطورة عبر المحيط الهادئ.
استقبل وزير الدفاع الأسترالي، ريتشارد مارلز، نظيره الهندي، شري راجناث سينغ، في مبنى البرلمان في كانبيرا يوم الخميس. تعد هذه الزيارة الأولى لوزير دفاع هندي إلى أستراليا منذ 12 عاماً، والاجتماع الثاني للوزيرين في عام 2025 بعد زيارة مارلز إلى نيودلهي في يونيو الماضي.
اتفاقيات وتعزيز القدرات الدفاعية
حضر الوزيران مراسم تدخين تقليدية للسكان الأصليين قبل التوقيع على اتفاقية دفاع ثنائية لزيادة الحوار بين الجيشين، و مذكرة تفاهم حول دعم وإنقاذ الغواصات والتعاون في هذا المجال.
كما يوسع الاتفاق التدريب على التزود بالوقود جواً بعد أن شاهد سينغ عرضاً حياً يوم الخميس قدمته القوات الجوية الملكية الأسترالية.
عملت القوات الأسترالية والهندية على زيادة التعاون العسكري بشكل كبير، حيث تضاعفت التدريبات والاجتماعات والأنشطة الدفاعية السنوية بينهما أكثر من ثلاث مرات خلال العقد الماضي. وتسعى الدولتان أيضاً إلى إضفاء الطابع الرسمي على التعاون في مجال الوعي البحري.
مسؤولية حفظ الاستقرار الإقليمي
في اجتماع لخبراء الدفاع الأستراليين والهنود في مبنى البرلمان يوم الخميس، صرح مساعد وزير الدفاع، بيتر خليل، بأن الدولتين، “بصفتهما حارسين لطرفي المحيط الهندي العظيم، تدركان مسؤوليتهما في الحفاظ على استقرار المنطقة وفتح خطوط التجارة“.
وأشار إلى أن هذا يشمل تعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية، حيث حققت الهند “خطوات مثيرة للإعجاب” في تسريع التصنيع، وهو ما تطمح أستراليا لتحقيقه أيضاً.
تزايد المخاطر الأمنية ودور الصين
من جانبه، ذكر سكرتير الدفاع الأسترالي، غريغ موريارتي، أن هناك خطراً متزايداً لنشوب صراع في منطقة المحيطين الهندي والهادئ خلال السنوات الخمس المقبلة، وذلك في ظل استمرار الصين في تعزيز قدراتها العسكرية.
وقال في جلسة استماع بمجلس الشيوخ: “نحن نرى جيش التحرير الشعبي (الصيني) يواصل توسيع قدرته العسكرية، ونطاق عملياته، ووتيره التشغيلي”. وأضاف: “مع عمل جيش التحرير الشعبي على نطاق أبعد، نتوقع أن يحتك قوات الدفاع الأسترالية عن كثب في كثير من الأحيان، بما في ذلك في المياه القريبة من أستراليا“.
وشدد على أن “الحوار مع الصين أمر حيوي في هذه البيئة لتسجيل مخاوفنا وإدارة خلافاتنا”. وكان قائد قوات الدفاع الأسترالية، ديفيد جونستون، قد سافر إلى بكين للتحدث مع نظيره في يونيو الماضي.
مجموعة الحوار الأمني الرباعي (كواد) والتوترات مع أمريكا
تستعد الهند لاستضافة اجتماع قادة مجموعة الكواد الذي يضم أستراليا، واليابان، والولايات المتحدة، والهند نفسها، ولكن لم يتم الإعلان عن موعد بعد. ورغم أن الكواد ليست تحالفاً عسكرياً، فقد تم تأسيسها لتحقيق توازن مقابل النفوذ والقدرات المتزايدة للصين في جميع أنحاء منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
لكن العلاقة بين نيودلهي وواشنطن قد تدهورت بسبب شراء الهند للنفط الروسي، حيث قام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، برفع التعريفات الجمركية على الهند، متهماً إياها بالمساعدة في تمويل حرب روسيا في أوكرانيا. تواجه الهند ردود فعل عنيفة لاستمرارها في شراء النفط الروسي، الذي يتم بعد ذلك مزجه في المصافي، مما يصعب على الدول الثالثة التي تفرض عقوبات على روسيا منع استيراده.

