شهد سماء شمال أستراليا تحليق أول دفعة من أحدث المروحيات الهجومية التابعة للجيش الأسترالي.

وصلت مروحيتان جديدتان من طراز AH-64E أباتشي (Apache)، اللتان تم الحصول عليهما ضمن صفقة بقيمة 4.5 مليار دولار مع مقاولي الدفاع الحكوميين في الولايات المتحدة، إلى مدينة تاونسفيل، الواقعة في شمال ولاية كوينزلاند، والتي تعتبر مدينة حامية عسكرية.

أشار اللواء ديفيد هافنر، قائد قيادة طيران الجيش الأسترالي، إلى أن الطائرات الجديدة ستعزز القدرة القتالية المشتركة مع حليف رئيسي. وصرح قائلاً: “إنها تحمل مجموعة من أجهزة الاستشعار، والاتصالات، والشبكات، مما يمثل بالفعل تطوراً في القدرة المتوفرة حالياً لدينا في الجيش”. وأضاف: “إنها أيضاً طائرة تُشغّلها عدد من شركائنا الإقليميين، لذا فهي ممتازة لتبادل العمليات، وبالأخص مع شريكنا، جيش الولايات المتحدة”.

وكانت الحكومة الفيدرالية قد أنهت الصفقة مع الولايات المتحدة عام 2022 للحصول على تسع وعشرين مروحية أباتشي جديدة.

نقلة نوعية في القوات الشمالية

يمثل وصول مروحيات “أباتشي” تحولاً في انتشار قوة الدفاع الأسترالية (ADF) في شمال أستراليا.

من المقرر أن تصبح تاونسفيل المركز الجديد لطيران الجيش، حيث سيتم نقل فوج الطيران الأول المتمركز حالياً في داروين إلى مدينة كوينزلاند بحلول عام 2028، وهو الموعد الذي ستخرج فيه مروحيات Tiger (تايجر) الهجومية الـ 22 من الخدمة.

يُعدّ المقدم جايسون بيرينز من أوائل طياري الجيش المؤهلين لقيادة طائرات أباتشي. وفي تعليقه على المروحيات الجديدة، قال: “الفرق ليس كبيراً في جزء الطيران بحد ذاته، بل في مستوى المعلومات التي تُعرض على الطاقم، والتي يمكنهم بدورهم تقديمها إلى المنصات الأخرى… إنها تسمح للأطقم بفعل الكثير لدعم الجندي”.

التركيز على القدرات المستقلة

أقرّ “المراجعة الاستراتيجية للدفاع” لعام 2023 بضرورة تحسين قدرة قوات الدفاع على العمل انطلاقاً من القواعد الشمالية لأستراليا.

أفاد ديفيد أندروز، كبير مستشاري السياسات في كلية الأمن القومي بالجامعة الوطنية الأسترالية، بأن اقتناء “أباتشي” سيعزز القدرة المستقلة لأستراليا في منطقة المحيط الهادئ. وأوضح: “إنها منصة متوافقة مع حليفنا الرئيسي، الولايات المتحدة، ولكنها أيضاً تحسّن من قدرتنا على العمل باستقلالية سعياً وراء مصالح تخص أستراليا وحدها. هذا هو أحدث مثال على نهج شامل وواسع لتوسيع القدرات الدفاعية الأسترالية”.

من جانبه، وصف نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع ريتشارد مارلز المروحيات الجديدة بأنها استثمار في القواعد الشمالية لأستراليا. وقال في بيان: “توفر مروحية AH-64E أباتشي خطوة تغيير حاسمة في قدرة الطيران الهجومي للجيش الأسترالي”.

فوائد اقتصادية ولوجستية

تشمل صفقة “أباتشي” التي تبلغ قيمتها 4.5 مليار دولار عقداً أولياً للدعم اللوجستي بقيمة 306 ملايين دولار مع شركة بوينغ للدفاع أستراليا (Boeing Defence Australia)، والذي يتوقع أن يوفر 240 وظيفة دعم في كوينزلاند في السنوات المقبلة.

وستُقام أكاديمية تدريب جديدة على الطيران، تديرها شركتا “إفييشن أستراليا” و “بوينغ للدفاع أستراليا”، في تاونسفيل اعتباراً من شهر يناير المقبل.

أشار مارلز إلى أن وصول جميع المروحيات إلى البلاد بحلول عام 2029 سيجعل من تاونسفيل أكبر مركز صناعي لمروحيات الدفاع في أستراليا. واختتم قائلاً: “إن أباتشي هي المروحية الهجومية الأكثر تقدماً العاملة اليوم، وتسرّ حكومة ألباني استقبال أول مروحيتين في تاونسفيل”.

من المقرر وصول المزيد من مروحيات “أباتشي” قبل نهاية العام.