تصوير الحياة البرية يهدد حيوان النمبت المُعرض للانقراض في أستراليا

تحظى ولاية غرب أستراليا ببعض أكثر المخلوقات جاذبية للتصوير في العالم، لكن السلطات المحلية تُحذر من أن سعي بعض الأشخاص للحصول على “اللقطة المثالية” قد يعرض هذه الحيوانات للخطر.

وينصب القلق الأكبر على حيوان النمبت (Numbat)، وهو من الأنواع المُهددة بالانقراض التي تعيش تحديدًا في حديقة دراياندرا وودلاند الوطنية، والواقعة على بعد حوالي 170 كيلومترًا جنوب شرق مدينة بيرث.

وصرّح ميتشل ديفيز، المدير الإقليمي لمنطقة ويت بيلت في دائرة التنوع البيولوجي وحفظ الجاذبيات (DBCA)، بأن الدائرة تتلقى تقارير عن سلوكيات غير لائقة من قِبل أشخاص يحاولون تصوير صغار النمبت (joeys). وأوضح أن هذه التقارير تشمل “مجموعات من الأشخاص يتجمهرون حول مداخل الأوكار، وكذلك قيامهم بإزالة الصخور والأغصان لتنظيف إطار الصورة والحصول على لقطة أفضل.”

يُعد هذا الوقت من العام حرجًا بشكل خاص لأن صغار النمبت بدأت بالخروج من الجحور. ويُمكن أن يسبب هذا الإزعاج “ضغطًا هائلاً على الحيوانات، ما قد يؤدي بها إلى التخلي عن صغارها“.

تأتي هذه التحذيرات في نفس اليوم الذي عقد فيه وزير البيئة لغرب أستراليا، ماثيو سوينبورن، مؤتمرًا صحفيًا في حديقة حيوانات بيرث بمناسبة ولادة سبعة من صغار النمبت هناك. ومن المقرر إطلاق أربعة من هذه الصغار في البرية في وقت لاحق من العام الجاري.

وحث سوينبورن المصورين على الالتزام بالآداب العامة عند تصوير هذه الأنواع المُهددة بالانقراض في بيئتها الطبيعية. وعبر عن استيائه قائلاً: “إذا كنتم تتسببون في إيذاء هذه الحيوانات لمجرد الحصول على الإعجابات، فلتنضجوا قليلًا… إذا أردت رؤية نمبت، فلا تكن ‘أحمق نمبت’.”

قضية مستمرة وتوصيات واضحة

أكد السيد ديفيز أن دائرة (DBCA) توصي المصورين بالحفاظ على مسافة لا تقل عن 20 مترًا من حيوانات النمبت، وبالالتزام قدر الإمكان بالمسارات والطرق المخصصة. وأضاف: “نحن نُقدر شغف الناس بالتصوير وحبهم للحصول على صورة لحيوان مراوغ، ولكن خاصة في هذا الوقت من موسم التكاثر، من الأفضل محاولة تجنبهم تمامًا.”

تُشدد إرشادات دائرة (DBCA) الأخلاقية لتصوير الحياة البرية على ضرورة التخلي عن المطاردة إذا أظهر الحيوان أي علامات تدل على الإجهاد أو التوتر. وتنص الإرشادات على ضرورة “توخي أقصى درجات الحذر عند تصوير الحيوانات مع صغارها”، مُحذرة من أن “أي إزعاج ناتج عن بناء مخابئ، أو ضوضاء الكاميرا، أو استخدام الفلاش، أو الزيارات المتكررة، قد يدفع الحيوانات إلى التخلي عن صغارها.”

ولم تقتصر المخاوف على حيوانات النمبت وحدها. ففي الشهر الماضي، تم فتح تحقيق بخصوص شخص كان يمارس رياضة التجديف (paddleboarding) اقترب بشكل مفرط من أنثى حوت جنوبي صائب وصغيرها أثناء تصويرهما. كما دعت فرقة عمل النمبت في غرب أستراليا عام 2023 الزوار إلى عدم مشاركة مواقع الجحور أو إتلاف أي موائل طبيعية أو إزالتها، وذلك في ظل تزايد عدد صور النمبت التي تُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي.