الرفيق العزيز الأستاذ حنا صهيون المحترم

في صبيحة هذا النهار في ١٨-٩-٢٠٢٥، لا أدري ما الذي دفع بك إلى إعادة نشر مقال رفيقنا معالي الوزير جوزف الهاشم المؤرخ في ١٢-٩-٢٠٢٥ في جريدة الجمهورية بعنوان “الأخ الأكبر “في خطاب آخر.

فبعد أن أعدت قراءته بتأنِ ،تساءلت عن مغزى مضمون رسالة معاليه إلى

“الأخ الأكبر “نبيه بري لا سيّما وأنه طلب من الرجل “إن دولة الرجل المريض تنتظر منك خطابا آخر لعلاج آخر…”

في هذا الموضوع بالذات، قصة الرجل المريض، يحاول معاليه بما له من حنكة،  إما حشر خصمه وفضحه بخياراته الخاطئة ،وإما رغبته الصادقة بتوجيه بتصحيح الخطأ الجسيم والمتراكم للثنائي الشيعي الذي دمّر لبنان كرمى لتسهيل سياسة إيران التوسعية  التى تسعى  وتعمل جهرا لتثبيت ولاية الفقيه، واسلمة العالم.

انطلاقا مما تقدم أريد أن أفهم كيف لدولة “الرجل المريض ” الممهورة بخاتم “الأخ الأكبر “منذ نيف وثلاثين سنة أن تسمع خطابا آخر لعلاج آخر “؟

كيف يكون هذا الخطاب الآخر لعلاج آخر عندما يكون “الأخ الأكبر “يوافق على سياسة حليفه أمين عام حزب الله نعيم قاسم الذي يؤكد مرارا وتكرارا بأنه لولا المقاومة لوصلت إسرائيل إلى بيروت، وبأن الحكومة اللبنانية، رغم ما سبّبه الحزب من ويلات وخراب ودمار للدولة اللبنانية، ليست أهلا للتصدّي والصمود، وبأن قرارها بسحب سلاح الحزب الله هو خطيرة خطيئة لا تغتفر، وقد يؤدي ذلك إلى الويل والثبور وعظاءم الأمور لأن هذا القرار يتنافى والميثاقية.

كيف يمكن هضم كلام نعيم قاسم بأن عدم وجود المقاومة سمح لإسرائيل بالتوغل في سوريا  ، ومؤكدا بالتالي بأنه مستمر باستعداد المقاومة لمواجهة إسرائيل  …مناقضاً نفسه في ذات الخطاب بأنه ليس من واجب المقاومة منع العدوان أو حماية لبنان ،بل من واجب الدولة اللبنانية.

كيف سيكون هذا الخطاب الآخر لدولة الأخ الأكبر ليقنع حليفه بأنه على خطأ عندما يقول بأن “كل من يعارض المقاومة ذليل وغير شريف؟

وأنه (أي نعيم قاسم )على خطأ عندما يدعو لحملة عنوانها شعار

“سيادة لبنان بوجه حكومة لبنان “.

بالصراحة يا رفيقي حنا، إني استغرب تفاؤل رفيقنا جوزف الهاشم بفهلوية الأخ الأكبر  الأستاذ الفهلوي، نبيه بري  القادر على إزالة خوفنا من جهل وكذب واستعلاء حزب الله على سائر اللبنانيين إذ باتت أهدافه  واضحة ومخيفة الهادفة للسيطرة على لبنان ومؤسساته وليس تحرير فلسطين.

كيف سيكون صدى خطاب الأخ الأكبر ليرمي وَهْرتَهً على حزب انفرد بقراراته وتسبب بتدمير وتشريد وقتل اللبنانيين.

ألَمْ يزل حزب الله بعد غياب امينه العام السيد  حسن نصرالله، يعلن ولاءه لولاية الفقيه ضاربا بعرض الحائط مفهوم السيادة والميثاقية؟

ثم، بعد الخراب والدمار، كيف سيتناول  الأخ الأكبر بخطابه

“الغير شكل” سياسة الثنائي حول

“سنحمي ونبني”واهالي الضاحية والجنوب وبعلبك والهرمل تشردوا وقتلوا ولاذ بعضهم بالفرار إلى مناطق كان الخلاء سقفهم ومن دون حماية.

كيف سيشرح لنا هذا الخطاب الآخر وكيف سيقنع بيئته اي بيئة  “أشرف الناس ” بأنها غير معصومة بالخطأ وغير موصومة بالخيانة والعمالة والتآمر؟

اللبنانيون ينتظرون خطابا آخر يهدّىء من غضب تحركات الثنائي بشعاراته “شيعة-شيعة” المستفزة لمعظم اللبنانيين وتحديدا بعد نزوحهم على أثر كوارث ٧ تشرين. فلا يزالوا يستعلون ويتسكبرون ويستقوون على من استضافهم بمحبة وحنان بالأخص في مناطق المتن وكسروان والبترون والكورة وزغرتا ودير الأحمر وشليفا وعيناتا وبكفيا ودير القمر….

كيف يمكن أن يكون هذا الخطاب الآخر للأخ الأكبر ليقنع قيادة حزب الله بأن سياسة وحدة الساحات كانت كارثية وأن تصريحات بعض القيادات عبر الشاشات معيبة حين استبدلت شعارات تحرير فلسطين بمطالب وظيفية مثل نيابة رئاسة الجمهورية أو قيادة الجيش…

كيف سيكون خطاب الأخ الكبير بكبح جماح بعض المهووسين الذين يظهرون بقوة عبر الشاشات لينفثوا سمومهم ضد الموارنة والتخلص من المارونية التي اغتصبت حقوق الشيعة وسرقتهم.

من جهة ثانية لا ندري كيف سيكون هذا الخطاب الآخر الذي سوف يرسم لنا خطة الأخ الأكبر للخروج من دوامة الفساد والحد من الانهيار الاقتصادي وإعادة الودائع لأصحابها بدل أن يخلى سبيل المجرم الكبير رياض سلامة الذي اختلس بتغطية وبتواطوء كبار حيتان هذا البلد.

نريد أن نعرف أيضا الأقلام العريضة لهذا الخطاب الآخر بكيفية معالجة آفة المخدرات والكشف عن الذين يأوون تجار المخدرات وآخرها كشف محاولق تهريب ٦٥٠٠٠٠٠٠ مليون حبة كبتاغون….

هل سيتضمن هذا الخطاب الآخر موضوع إعادة أملاك الموارنة في الضاحية وجبيل والعاقورة وغيرها….؟

نحن الموارنة قلقون من تصريحات بعض المتنفذين في الحزب الذين يدّعون بأنهم السكان الأصليون لبلاد جبيل وكسروان والموارنة هم دخلاء وعليهم الرحيل لأنه آن الأوان للشيعة بأن يحكموا وهذا مطلب واضح وفاضح ،وملّح من قبل هؤلاء الكبار في الثنائي الشيعي للأستاذ نبيه بري ،عبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، الإسراع في الهجوم لاستلام مقاليد الحكم والكف فورا عن سياسة الدفاع عن النفس.

معالي الوزير جوزف الهاشم، لا شك أنه ينتظر جوابا حضاريا ينطقه الأخ الأكبر لاكراه الفجّار  من هذا الثنائي بالكف عن النميمة والاستكبار والفوقية والاستعداء للآخرين….

عزيزي الأستاذ حنا

لا أريد الاسترسال في مفهومي لمضمون النقاط الأساسية لهذا الخطاب-الحدث،فيما لو حدث. ولكنني سانهي تعليقي على طلب معالي الوزير الهاشم بانني غير متفائل لما يتوقعه معاليه من “أن دولة الرجل المريض ” ستكون معدومة الحظ من أن تحظى بخطاب آخر لعلاج آخر، من الأخ الأكبر طالما الذين فخخوا المصعد الكهربائي للوزير بطرس حرب لا يزالون يسرحون ويمرحون، وطالما يسمح وفيق صفا تهديد القضاة في عقر دارهم، وطالما “الفاشينستا”التي  حرّضت وهدرت دم مروان حمادة ورفيق الحريري وجبران تويني، وبيار الجميل وانطوان غانم ووليد عيدو ولقمان سليم….وغيرهم لا يزال شبحها يهدد الكثيرين من الوطنيين….والديموقراطيين….

لست متأكدا من أن الأخ الأكبر سيكون على استعداد لصياغة خطاب آخر ينفي “بتّه”بامر وزارة المال بأنها اقرت في مؤتمر الطائف لا سيّما وان كل من الوزيرين السابقين بطرس حرب وادمون رزق

اكدا عدم صحة كلام الأخ الأكبر، وقد اضافا على هذا الادعاء بأنه، لو كان الأمر صحيحاً لماذا لم توضع في نص  إتفاق الطائف الذي أقر بعد ثلاثة أسابيع من النقاشات المضنية، وبعد تشكيل حكومات متعاقبة تولاها على التوالي:رفيق الحريري السني، ومن ثم جورج قرم الماروني، وبعدهما الياس سابا الارثوذكسي،وأيضا دميانوس قطار وجهاد ازعور ومحمد شطح وريا الحسن ومحمد الصفدي….

فعندما سيحزم أمره الأخ الأكبر بصياغة هذا الخطاب المنتظر من معالي الوزير جوزف الهاشم سيصفق له جميع اللبنانيين لأن الأخ الأكبر سيكون الحربة في إعادة اللحمة الوطنية وسيكون البطل في إعادة السيادة والكرامة والاستقلال وسيذكره التاريخ باحرف من ذهب.

وسيكون حلم رفيقنا معالي الوزير جوزف الهاشم قد تحقق بامتياز.

تصبح على خير رفيقي الحبيب الأستاذ حنا صهيون المحترم

رفيقك انطونيوس جلوان