تبذل حكومة جنوب أستراليا جهودًا حثيثة لتكثيف برنامجها للقضاء على الغزلان الضالة من الجو، تزامنًا مع معاناة بعض المزارعين المتضررين من الجفاف من أعدادها الهائلة التي تسبب أضرارًا جسيمة في ممتلكاتهم. ويحذر خبراء من أن هذه الغزلان قد تتحول إلى كارثة بيئية، لذا يطالبون سلطات نيو ساوث ويلز وفيكتوريا بتعزيز برامجها للقضاء عليها.
ويصف جاك غوغ، الرئيس التنفيذي لمجلس الأنواع الغازية، برنامج جنوب أستراليا بأنه الأكثر طموحًا في البلاد، ويدعو الولايات الأخرى للاحتذاء به. ويقول: “الغزلان الضالة هي طاعون الأرانب القادم في أستراليا”، مشيرًا إلى أن أعدادها في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا مرتفعة جدًا ولا يتم التعامل معها بفاعلية. ويضيف: “للأسف، الغزلان الضالة تدمر الأماكن وتدنسها، وعندما يخرج عددها عن السيطرة، كما هو الحال في نيو ساوث ويلز وفيكتوريا، فلن يكون هناك سبيل للعودة من انتشارها الدائم”.
جهود مكافحة الغزلان الضالة
وفقًا لوزيرة الزراعة والثروة السمكية والغابات، جولي كولينز، هناك تقدم كبير في تنفيذ “الخطة الوطنية لمكافحة الغزلان الضالة 2023-2028”. وتوضح أن الحكومة الفيدرالية تدعم برنامج التنسيق الوطني لمكافحة الغزلان واستثمرت 8.26 مليون دولار في مشاريع مرتبطة بها منذ عام 2021.
وتمكنت إدارة الصناعات الأولية والمناطق في جنوب أستراليا (PIRSA) من تخفيض أعداد الغزلان إلى النصف تقريبًا منذ إطلاق “برنامج جنوب أستراليا للقضاء على الغزلان الضالة” في عام 2022. ويعد هذا البرنامج الأكبر من نوعه في البلاد، وتهدف جنوب أستراليا وحدها إلى القضاء التام عليها.
تحديات وجهود القضاء من الجو
تستخدم إدارة المناظر الطبيعية لساحل لايمستون طائرات الهليكوبتر في عمليات القضاء من الجو، حيث تم إزالة حوالي 1100 حيوان حتى الآن هذا العام. وتشمل هذه العمليات تحليقًا منخفضًا فوق المحميات الطبيعية والمزارع والممتلكات الخاصة بموافقة أصحابها. أثارت هذه الممارسات مخاوف الصيادين بشأن القسوة على الحيوانات وخطر التعرض لإطلاق النار.
ويوضح ستيف بورن، المدير العام لمجلس المناظر الطبيعية، أن الظروف الجافة الأخيرة في جنوب أستراليا أدت إلى تجمع الغزلان في أماكن لم تكن تتواجد فيها من قبل، مما سهّل من جهود القضاء عليها. ويقول: “نحن نراها تنتشر وتظهر في أماكن جديدة، وهذا يتيح لنا فرصة للقضاء عليها بسرعة كبيرة”.
تأثير اقتصادي وأمل في النجاح
أشار تحليل اقتصادي أجرته إدارة (PIRSA) في عام 2022 إلى أن حوالي 40 ألف غزال تسببت في خسائر زراعية تقدر بـ 36 مليون دولار. ويؤكد منسق برنامج القضاء على الغزلان، مايل تاران، أن النتائج الأولية واعدة. ويقول: “لقد أزلنا 27 ألف غزال خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية، ونقدر أننا خفّضنا عددها في الولاية إلى النصف تقريبًا”. ويضيف أن الغزال الواحد يستهلك موارد تعادل 1.5 خروف، أو 2.5 كنغر، أو 43 أرنبًا.
ويعرب تاران عن ثقته في تحقيق هدف القضاء التام على الغزلان بحلول عام 2032، شريطة استمرار التمويل.
معاناة المزارعين
على الرغم من إعلان انخفاض الأعداد، لا يزال بعض المزارعين يلحظون وجود أعداد كبيرة من الغزلان. يقول إيان موليغان، الذي يمتلك مزرعة عنب في كونا وارا، إن أعدادها تتزايد بشكل ملحوظ. ويضيف: “قبل 10 إلى 15 عامًا، كنت ترى واحدًا أو اثنين في السنة… أما الآن، فليس من الغريب أن نراها ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع”.
ويشارك موليغان وعائلته في برنامج القضاء على الغزلان، ويقومون بجهود خاصة لمكافحتها على مدار العام، نظرًا لتزايد وتيرة ظهورها في ممتلكاتهم.

