الجزء الثاني: خطوط طيران نيوزيلندا الجوية وفيرجن أستراليا

تركز شركات الطيران في أستراليا ونيوزيلندا هذا العام على تجديد أساطيلها من طائرات الممر الواحد، مع وصول طائرات حديثة بقدرات أكبر تتيح لها توسيع شبكاتها. ومع ذلك، سيحمل عام 2026 أهمية خاصة مع وصول طائرات جديدة عريضة البدن لتعزيز خدمات الرحلات الطويلة لشركتي طيران نيوزيلندا الجوية وكانتاس.

وقد ناقش مسؤولون تنفيذيون من هذه الشركات خطط تطوير الأسطول خلال قمة قادة شركات الطيران لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ التي نظمتها CAPA في مدينة كيرنز الأسترالية في الفترة من 31 يوليو إلى 1 أغسطس 2025.

بينما تناول الجزء الأول من هذا التحليل بدء شركتي كانتاس وطيران بابوا غينيا الجديدة (Air Niugini) في استلام طائرات جديدة ذات ممر واحد هذا العام وتأثيرها على عملياتهما، يركز هذا الجزء الثاني على خطط تطوير الأسطول لدى فيرجن أستراليا وطيران نيوزيلندا الجوية، بالإضافة إلى استراتيجيات الطائرات عريضة البدن لشركات كانتاس، وطيران نيوزيلندا الجوية، وفيرجن أستراليا.

ملخص

  • تتوقع شركة فيرجن أستراليا استلام 12 طائرة بوينغ 737 ماكس خلال السنة المالية الحالية.
  • أحدث طائرتين من طراز إيرباص A321neo استلمتهما طيران نيوزيلندا الجوية ستدعمان توسعها في سوق الرحلات بين أستراليا ونيوزيلندا.
  • وصول طائرات بوينغ 787 الجديدة للشركة في شهري فبراير ومارس 2026 سيكون مناسباً لرحلاتها إلى نيويورك.
  • تسير كانتاس على الطريق الصحيح لاستلام طائرات “Project Sunrise” في أواخر عام 2026.
  • ستُقيّم فيرجن أستراليا عمليات التأجير الرطب للطائرات لبضع سنوات قبل أن تقرر طلب طائرات عريضة البدن.

فيرجن أستراليا تستلم المزيد من طائرات بوينغ 737 ماكس لتعزيز شبكتها القصيرة المدى

على غرار منافستها الرئيسية كانتاس، تواصل فيرجن أستراليا إضافة طائرات ذات ممر واحد وطائرات إقليمية إلى أسطولها هذا العام. وخلال مؤتمر CAPA، صرح ديف إيمرسون، الرئيس التنفيذي للشركة، بأنها ستتسلم 16 طائرة خلال السنة المالية التي بدأت في 1 يوليو 2025. يشمل هذا العدد 12 طائرة بوينغ 737 ماكس، والبقية ستكون من طراز إمبراير E190 لتحل محل طائرات فوكر 100 في أسطولها الإقليمي.

وأشار إيمرسون إلى أن تأخيرات التسليم أجبرت الشركة على “تمديد خطة تجديد أسطولها” عبر تمديد عقود التأجير واستئجار طائرات إضافية (تأجير رطب) للرحلات الداخلية.

حتى الآن، استلمت فيرجن أستراليا 10 طائرات بوينغ 737-8، والتي تعمل جنباً إلى جنب مع 78 طائرة أقدم من طرازي 737-800 و**-700**. كما أن لديها 29 طائرة أخرى من عائلة بوينغ ماكس تحت الطلب، منها 18 طائرة بوينغ 737-8 و10 طائرات من طراز 737-10.

في يونيو 2025، قامت فيرجن أستراليا بطرح عام أولي (IPO) أدى إلى تخفيض حصة المالك الأغلبية باين كابيتال إلى 40%. أكد إيمرسون أن الطرح لم يكن بهدف جمع رأس المال لشراء الطائرات، فالشركة تتمتع بوضع مالي جيد وتولد ما يكفي من الأموال لتمويل خططها للنمو وتجديد الأسطول. أوضح أن الهدف من الطرح هو إرساء هيكل ملكية جديد للمرحلة القادمة من تطور الشركة.

وأضاف إيمرسون أن الشركة تستحوذ على حوالي ثلث السوق المحلية الأسترالية وستسعى للحفاظ على هذه الحصة. تمتلك فيرجن أستراليا حالياً شبكة دولية أصغر بكثير مما كانت عليه قبل جائحة كوفيد-19، وتقتصر رحلاتها على عدد محدود من الوجهات في جنوب شرق آسيا ونيوزيلندا التي يمكن الوصول إليها بطائراتها ذات الممر الواحد.

من التغييرات القادمة في أسطول الشركة السماح للركاب قريباً بنقل الحيوانات الأليفة الصغيرة في مقصورة الطائرة. وفي حين أن هذا الأمر شائع في أوروبا وأمريكا الشمالية، إلا أنه سيكون جديداً على أستراليا. وتعمل فيرجن أستراليا حالياً على إنهاء المتطلبات التنظيمية وتخطط للسماح بذلك في وقت لاحق من هذا العام.

استلام أحدث طائرات A321neo يخفف الضغط عن أسطول طيران نيوزيلندا الجوية

استلمت طيران نيوزيلندا الجوية مؤخراً طائرتين جديدتين من طراز إيرباص A321neo، واحدة في يونيو 2025 والأخرى في 13 أغسطس 2025. تم تهيئة هاتين الطائرتين للرحلات الدولية القصيرة، وليس للرحلات الداخلية.

وستساعد هاتان الطائرتان على التخفيف من نقص الطائرات المتاح للتشغيل، والذي سببه تراكم أعمال الصيانة الثقيلة على محركات برات آند ويتني Geared Turbofan. وبسبب هذا النقص، لا تزال 5 طائرات ذات ممر واحد من أسطول طيران نيوزيلندا الجوية متوقفة عن العمل. بالإضافة إلى ذلك، هناك 4 من طائراتها بوينغ 787 متوقفة بسبب مشاكل صيانة محركات رولز رويس ترينت 1000.

وبينما أثر نقص المحركات على خطط أسطول وشبكة الشركة خلال الأشهر الماضية، صرح جيريمي أوبراين، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية للشركة، خلال حدث CAPA، أن وصول طائرتي A321neo سيساعد الشركة على استئناف النمو في شبكتي أستراليا وجزر المحيط الهادئ. كما تمكنت الشركة من تأجير وشراء بعض المحركات الإضافية لطائراتها ذات الممر الواحد.

وصول طائرات بوينغ 787 الجديدة سيحسن رحلات طيران نيوزيلندا الجوية الطويلة إلى نيويورك

بينما كان التركيز في الفترة الأخيرة على إضافة طائرات ذات ممر واحد، ستُسلط الأضواء في عام 2026 على وصول الطائرات عريضة البدن.

ستبدأ هذه الموجة بوصول طائرتي بوينغ 787-9 الجديدتين إلى طيران نيوزيلندا الجوية في شهري فبراير ومارس 2026. ستكون هاتان الطائرتان هما الأوليين في أسطول الشركة اللتين تعملان بمحركات GEnx بدلاً من محركات ترينت 1000 المستخدمة في أسطولها الحالي من طراز 787. وستتميز الطائرتان بتوزيع مقاعد يضم عدداً أكبر من المقاعد المميزة.

وستمنح التغييرات في المحركات وتهيئة المقصورة هاتين الطائرتين مدى أطول، وتعتزم طيران نيوزيلندا الجوية استخدامهما في أطول خط لها، بين أوكلاند ونيويورك.

وأوضح أوبراين أن الطائرات الجديدة لن تخضع لقيود الحمولة التي كانت ضرورية في طائرات 787 الحالية للرحلة إلى نيويورك. وأضاف أن “وجود طائرات مصممة خصيصاً لهذه المهمة سيغير ديناميكيات الرحلات التجارية”.

من الميزات البارزة في طائرات 787 الجديدة هو منتج “Skynest” من طيران نيوزيلندا الجوية، والذي عبارة عن كبسولة تضم ستة أسرّة يمكن لحجزها لركاب الدرجة الاقتصادية لفترات مدتها أربع ساعات. لم تفصح الشركة بعد عن الأسعار، لكن من المتوقع أن تتراوح بين 400 و600 دولار نيوزيلندي (240 إلى 350 دولار أمريكي) لفترة نوم مدتها أربع ساعات.

كانتاس على موعد مع وصول طائرات إيرباص A350-1000s

صرح ماركوس سفينسون، الرئيس التنفيذي لقطاع الرحلات الداخلية في كانتاس، أن الشركة تسير على المسار الصحيح لاستلام أولى طائراتها من طراز A350-1000 في أواخر عام 2026.

تم تعديل هذه الطائرات لزيادة مداها، وستُستخدم لتشغيل رحلات “Project Sunrise” التاريخية فائقة الطول بين سيدني ولندن ونيويورك، ابتداءً من أوائل عام 2027.

وأكد سفينسون أن إنتاج هذه الطائرات قد بدأ بالفعل. وقد طلبت كانتاس 12 طائرة من طراز A350-1000 المعدل، بالإضافة إلى 12 طائرة أخرى من نفس الطراز غير المعدل، ومن المقرر تسليمها بدءاً من السنة المالية 2028. كما ستتسلم الشركة 12 طائرة بوينغ 787 أخرى في السنة المالية 2027.

فيرجن أستراليا ستُقيّم طلبها الخاص من الطائرات عريضة البدن

ليس لدى فيرجن أستراليا حالياً أي طائرات عريضة البدن تحت الطلب، لكن الرئيس التنفيذي ديف إيمرسون أكد أن الشركة ستأخذ هذه الخطوة بعين الاعتبار.

بالرغم من عدم امتلاكها طائرات عريضة البدن خاصة بها، بدأت الشركة في يونيو 2025 بتشغيل طائرات بوينغ 777 بموجب عقد تأجير رطب من الخطوط الجوية القطرية.

وتسمح هذه الطائرات لشركة فيرجن أستراليا بتقديم رحلات من وجهات أسترالية إلى الدوحة، بالشراكة مع الخطوط الجوية القطرية. وهذا يتيح لشركة فيرجن أستراليا اختبار سوق الرحلات الطويلة دون الحاجة لإنفاق ملايين الدولارات على شراء طائرات عريضة البدن، حسب إيمرسون.

وقال إيمرسون: “سوف نراقب أداء هذه الرحلات ونرى كيف تبدو الجدوى الاقتصادية”، مضيفاً أن هذا سيمنح الشركة فهماً لما إذا كان لديها “جدوى استثمارية لوضع رأسمالها الخاص في طائرات الرحلات الطويلة”.

ومن المحتمل أن تستغرق فيرجن أستراليا بضع سنوات لتقييم نتائج هذا التأجير الرطب، والذي تم التصريح به لمدة خمس سنوات. كما سيفكر الشريكان في تحويل هذا التأجير من “رطب” إلى “جاف” (أي بدون طاقم).

ما رأيك في استراتيجيات شركات الطيران الأسترالية والنيوزيلندية لتحديث أساطيلها؟ هل تعتقد أنها ستساعدها على التوسع في الأسواق الدولية؟