لا يتوقع الأستراليون الذين خسروا أكثر من مليون دولار أمريكي على رحلات سياحية مدفوعة مسبقًا أن يستعيدوا أموالهم. فقد كشف تقرير جديد من المسؤول عن الإدارة المؤقتة أن وكالة “ترافل دريم” Traveldream، ومقرها ملبورن، قد انهارت في شهر أبريل الماضي بعد دخولها في إدارة طوعية.

كانت الشركة، المعروفة ببيع عروض الطيران والرحلات البحرية والجولات السياحية بأسعار مخفضة، قد دفعت حوالي 1.22 مليون دولار لشركة أخرى تدعى “ماي ترافل إكسبريينس” (My Travel Experience) لتأمين حجوزات عملائها. لكن الأخيرة فشلت في تحويل الأموال إلى الموردين، ودخلت هي الأخرى في إدارة خارجية، مما قلل بشكل كبير من فرص العملاء في استرداد أموالهم.

أكد مسؤول الإدارة، بيل كاراجوزيس، في تقريره أن ديون الشركة للعملاء، المصنفين كـ”دائنين غير مضمونين”، تتجاوز 1.42 مليون دولار، مشيرًا إلى أن “ترافل دريم” ربما كانت تمارس نشاطها وهي معسرة منذ يونيو 2024، وأنها لم تحتفظ بأموال العملاء في حسابات ائتمانية. يُمكن أن يواجه مديرو الشركات الذين يسمحون لها بمزاولة أعمالها وهي معسرة عقوبات مدنية أو جنائية، ومنعهم من إدارة شركات أخرى.

عشرات الرحلات السياحية الأحلام تتبخر

تحدثت شبكة ABC News مع عشرات المسافرين المتضررين، الذين خسر بعضهم عشرات الآلاف من الدولارات على رحلات العمر، ليكتشفوا في النهاية أن حجوزاتهم قد ألغيت.

من بين هؤلاء، الزوجان ماكسين وجريج باول من جولد كوست، اللذان خططا لرحلة أحلامهما لمدة 15 عامًا، تشمل زيارة ألاسكا وكندا ولاس فيجاس. دفع الزوجان 16 ألف دولار في يناير، قبل أن يكتشفا بعد أربعة أسابيع فقط من موعد السفر أن “ترافل دريم” قد انهارت.

على الرغم من أن رحلات طيرانهم بقيت كما هي، إلا أنهما اضطرا لدفع 6 آلاف دولار إضافية لإعادة حجز الجولات والإقامة التي كانا قد دفعا ثمنها بالفعل. تقول السيدة باول: “لم ترد الشركة على رسائلنا الإلكترونية، ولم يجب أحد على الهاتف. آخر ما سمعناه كان من المصفّين”. ورغم الفوضى، قرر الزوجان المضي في الرحلة، لكن القلق لم يفارقهما طوال الوقت.

أوضحت السيدة باول أن تأمين السفر لم يغطِ خسائرهما، وهو أمر شائع في حالات الإفلاس، مما جعلها تتردد كثيرًا في التفكير في حجز رحلات مستقبلية.

المديرون والشركات تحت المجهر

منذ مارس، كان كريستوفر بانسون هو المدير الوحيد لشركة “ترافل دريم”، وهو أيضًا شريك في شركة عقارات أخرى. أوضح بانسون أن شركته “لم يكن لديها خيار سوى التصفية بسبب تصرفات ‘ماي ترافل إكسبريينس'”.

أما “ماي ترافل إكسبريينس”، التي يملكها رجل الأعمال راسل ماسترتون، فقد دخلت هي الأخرى في إدارة خارجية بعد أربعة أشهر من انهيار “ترافل دريم”. وقد أحال ماسترتون أسئلة شبكة ABC حول الشؤون المالية إلى مصفّي الشركتين.

فجوة في حماية المستهلك

في عام 2014، ألغت أستراليا صندوقًا وطنيًا لحماية المسافرين كان يعوض العملاء في حال إفلاس وكيل السفر. ومنذ ذلك الحين، يُنصح المسافرون بالاعتماد على تأمين السفر الخاص بهم.

أكدت جمعية الصناعة السياحية الأسترالية (ATIA) على أهمية التعامل مع وكالات السفر المعتمدة من قبلها، حيث تخضع لرقابة مالية وتدريبية صارمة. وقد ألغت الجمعية اعتماد “ترافل دريم” في مارس 2020، وهو ما يؤكد على أهمية البحث عن هذه الاعتمادات كضمانة إضافية للعملاء.