يوم الثلاثاء الماضي أهان المبعوث الأميركي توم باراك الإعلاميين اللبنانيين بالجملة في القصر الجمهوري في بعبدا حين قال:
“أرجوكم، اصمتوا للحظة، أود أن أخبركم شيئا، ففي اللحظة التي يصبح فيها هذا الوضع فوضويا، وأقرب إلى السلوك الحيواني، سنغادر”.
وأـضاف:” تريدون أن تعرفوا ماذا يجري، تصرّفوا بشكل حضاري”.
ويوم الخميس وبعدما اتسعت الحملة على باراك، قدّم اعتذار رفع عتب عن استخدامه كلمة “حيواني” مؤكداً أن تصريحاته لم تكن مقصودة بشكل تحقيري، لكنها كانت عير مناسبة”.
.. السؤال: هل كان توم باراك حضارياً في تعاطيه مع الإعلاميين؟؟. فكيف يتحدث عن أصوله اللبنانية وهو يهين أبناء أرفع مهنة في وطنه ومن أعلى منبر في البلاد؟!.
هل يدرك هذا المطوّر العقاري أن جنسيته الأميركية لا تبرّر له تحقير الإعلاميين، وأن هناك لبنانياً اميركياً أكبر وأشهر منه بكثير لم يتعاطَ مع اللبنانيين إلا بكل لطف ونبل، فمايكل دبغي الذي كان طبيب خمسة رؤساء أميركيين وعشرة رؤساء عالميين والذي سمّوه طبيب القرن ، كان لطيفاً جداَ عندما زار مسقط رأسه مرجعيون سنة 2005 وتحدث الى أبناء بلدته كباراً وصغاراً وكأنه لم يهاجر.
جمع توم باراك الكثير من المال، ولكنه لم يجمع شيئاً من اللباقة.
ويوم الخميس وفي كوينزلاند، أصيب النائب الأطول خدمة في أستراليا بالهستيريا، حين قال له صحافي:” وانت ابن عائلة لبنانية مهاجرة”.. وقبل أن يكمل الصحافي كلامه اقترب منه بوب كاتر رافعاً قبضته، مهدداً إياه وقائلاً:” سبق وضربت شخصاً قبلك على فمه قال لي ذات الكلام”.
قبل الاسبوع الماضي، كنا نفخر أن المبعوث الأميركي الى لبنان هو من أصل لبناني، وأن بوب كاتر أطول النواب الأسترليين خدمة على أنه لبناني ايضاً. لكن الأول أهان أصله اللبناني بأسلوبه التحقيري في قصر بعبدا، في حين أهان كاتر أصله اللبناني حين انتفض مذعوراً عندما سمع كلمة “ليبانيز”.
أنا لا أقبل اعتذار توم باراك ولا محاولة تلطيف كلام بوب كاتر ولا الكلام الذي يقول أن سبب ما قاله الأخير هو علاقته المتوترة التي كانت تربطه بوالده روبن. فمن رأى ردّ فعله في برزبن أيقن أن كلمة “ليبانيز” أخرجته عن طوره، علماً ان الكثير من الوزراء والنواب قالوا أننا كلنا ابناء مهاجرين واستراليا بلد مهاجرين فما الذي دها بوب كاتر لينفعل بهذا الشكل؟!..
ثم أن انطوني البانيزي الذي أنكره والده منذ الولادة، لم يخجل بأصله الإيطالي، على العكس، فهو لدى زيارته الى إيطاليا في أيار الماضي، ذهب الى قرية والده وتعرّف الى أهلها وعرضوا عليه منحه الجنسية الفخرية.
أيها الأصدقاء،”ما حدا يزعل” إذا قلت:” من يخجل بنا فهو ليس منا مهما علا شأنه وذاع صيته”؟!!.
والسؤال:”بين توم وبوب، أين لبنان”؟!.

