شهدت المدن الأسترالية الأحد الماضي مسيرات حاشدة مؤيدة للفلسطينيين، شارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص، لكن الأعداد الدقيقة للمشاركين لا تزال محل خلاف بين الشرطة والمنظمين. تأتي هذه المظاهرات، التي تزايدت وتيرتها وأعدادها مؤخرًا، في ظل تزايد التوتر بين إسرائيل وأستراليا بعد قرار الأخيرة الاعتراف بدولة فلسطينية.
في بريزبن، تضاربت الأرقام بشكل كبير. قالت مجموعة “العمل الفلسطيني” إن عدد المشاركين بلغ حوالي 50 ألف شخص، بينما أعلنت شرطة كوينزلاند أن العدد لا يتجاوز 10 آلاف. هذا التضارب لم يقتصر على بريزبن، بل تكرر في مدن كبرى أخرى.
ترى الأستاذة أليسون هوتون، الخبيرة في التجمعات الجماهيرية، أن لكل من الشرطة والمنظمين خبرتهما في تقدير أعداد الحشود، مما يجعل من الصعب الجزم بالرقم الصحيح.
كيف تُحسب أعداد الحشود؟
يقول الخبراء إن حساب أعداد المتظاهرين يتم غالبًا بناءً على كثافة الحشود في كل متر مربع. توضح الدكتورة هوتون أن هذا التقدير يعتمد على صور جوية للمنطقة، حيث يتم حساب متوسط عدد الأشخاص في مساحة معينة (مثلًا، 4 إلى 6 أشخاص في المتر المربع)، ومن ثم يتم ضرب هذا العدد في إجمالي مساحة التجمع.
من جهته، يشير الدكتور ألدو راينيري، الخبير في إدارة سلامة الحشود، إلى أن الشرطة غالبًا ما تمتلك معرفة مسبقة بالقدرة الاستيعابية للمواقع المختلفة، مما يساعدها على تقدير الأعداد بشكل أكثر دقة.
خطر التدافع والصدام
أحد الأسباب الرئيسية لاهتمام الشرطة بأعداد المتظاهرين هو خطر التدافع، الذي قد يحدث عندما يتجاوز عدد الأشخاص في مساحة معينة قدرتها الاستيعابية. خلال مسيرة سابقة في سيدني، طلبت الشرطة من المتظاهرين عدم عبور جسر تفاديًا لحدوث تدافع. وفي بريزبن، غير المتظاهرون مسارهم لتجنب عبور جسر “ستوري” بسبب مخاوف الشرطة من الأعداد الكبيرة.
تُعرف الدكتورة هوتون التدافع بأنه “تجمع عدد كبير جدًا من الأشخاص في مساحة صغيرة، مما يقيد حركتهم”.
رغم المخاوف، أكد منظمو المسيرات أنها كانت سلمية، وأن المشاركين كانوا “متكاتفين” ولديهم هدف مشترك، مما يعزز من سلامتهم.
دعم حق التظاهر في أستراليا
وفقًا لمعهد أستراليا، يؤيد 79% من الأستراليين الحق في التظاهر، ويعتقد 71% منهم أن هذا الحق يجب أن يحظى بحماية قانونية فدرالية. يرى بيل براون، مدير برنامج الديمقراطية والمساءلة في المعهد، أن الموقف الرافض للتظاهرات من قبل بعض السياسيين والشرطة لا يعكس رأي الأغلبية.
تأتي هذه المسيرات في ظل استمرار الحرب التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة، ونقص حاد في الغذاء أدى إلى انتشار المجاعة. بدأت الحرب بهجوم لحركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص وأسر 251.
هل تعتقد أن اختلاف الأرقام بين الشرطة والمنظمين أمر طبيعي في مثل هذه المظاهرات؟

