تتطور الطائرات المسيرة (UAVs) بسرعة لتُصبح جزءاً حيوياً من الحروب الحديثة، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن هذه الطائرات تسببت في 80% من الإصابات في الحرب الروسية الأوكرانية. وفي هذا السياق، صرحت كايسي لام-إيفانز، مديرة الشؤون الحكومية في شركة “درون شيلد” (DroneShield)، أن “التهديد الذي تشكله الطائرات المسيرة لم يعد ناشئاً، بل أصبح مهيمناً”. وأضافت أن الصراع في أوكرانيا يؤكد أهمية أن تفكر الجيوش حول العالم في تكنولوجيا مواجهة الطائرات المسيرة ضمن خططها الاستراتيجية.

تُعد أستراليا من الدول الرائدة في مواجهة هذا التهديد، حيث خصصت الحكومة الفيدرالية 16.9 مليون دولار في موجة أولى من العقود لـ 11 شركة لتوفير تكنولوجيا مواجهة الطائرات المسيرة. يهدف هذا الإجراء، الذي يأتي ضمن مشروع “لاند 156” (Project LAND 156) التابع لقوات الدفاع الأسترالية (ADF)، إلى تسليم ما لا يقل عن 120 جهاز كشف للتهديدات وتقنيات متطورة لهزيمة الطائرات المسيرة.

يهدف مشروع “لاند 156″، الذي أُعلن عنه قبل خمسة أشهر، إلى تزويد قوات الدفاع الأسترالية بقدرة شاملة لمكافحة أنظمة الطائرات المسيرة (C-UAS) لتحديد وتحييد الطائرات المسيرة. وقد ذكرت وزارة الدفاع في بيان لها أن “هذا التطور مدعوم باستثمار حكومة ألباني البالغ 58 مليون دولار على مدى السنوات الثلاث الماضية في البحث والتطوير والنماذج الأولية”.

شركات أسترالية في الصدارة

تُعد شركة “درون شيلد” الأسترالية، التي لها وجود في أكثر من 70 دولة، واحدة من خمس شركات أسترالية تم اختيارها للمشاركة في العقود بقيمة 16.9 مليون دولار. وحصلت الشركة على عقد بقيمة 5 ملايين دولار لتوفير أجهزة كشف محمولة باليد ووحدات تشويش بالترددات اللاسلكية.

كما تم اختيار شركة “درون ديفندر” (Dedrone Defender) الأمريكية، الرائدة في مجال أمن المجال الجوي، للمشاركة في المشروع. وتوفر الشركة تقنيات متطورة مثل جهاز التشويش الذكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي “درون ديفندر 2” (Dedrone Defender 2)، القادر على استهداف الطائرات المسيرة من مسافة تزيد عن 300 متر.

دروس من الصراع الأوكراني وتوقعات للمستقبل

أوضحت السيدة لام-إيفانز أن الطائرات المسيرة أحدثت ثورة في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث توفر ميزة غير متكافئة وبتكلفة زهيدة. فكما أشارت: “طائرة مسيرة رخيصة نسبياً بقيمة 5000 دولار يمكن أن تسبب أضراراً كبيرة لمنصة عسكرية تقليدية تبلغ قيمتها مئات الآلاف والملايين من الدولارات”.

وفي سياق مختلف، أكد آش ألكسندر-كوبر، نائب رئيس شركة “ديدرون” لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، أن أستراليا يجب أن تستعد لمواجهة التهديدات التي ظهرت في أوكرانيا، لأن هذه التكنولوجيا قد تنتقل إلى أماكن أخرى.

أشاد ألكسندر-كوبر بنهج أستراليا “الاستباقي”، مشيراً إلى أنها تتقدم بخطوات أسرع من العديد من الدول الأخرى في مجال مكافحة الطائرات المسيرة. وأضاف أن برنامج “لاند 156” يثبت أن أستراليا “تتحدث وتنفذ بسرعة”، على عكس بعض الحكومات التي لا تزال تكتفي بالحديث.

وفي الختام، أكدت السيدة لام-إيفانز أن تكنولوجيا الطائرات المسيرة ستستمر في التطور، وأن استمرار الاستثمار في تكنولوجيا مواجهتها أمر ضروري لكي تحافظ أستراليا على مكانتها كدولة رائدة في هذا المجال.