أعربت وزيرة الدفاع النيوزيلندية، جوديث كولينز، عن تعاطفها مع دعوات إدارة ترامب للدول الشريكة بزيادة إنفاقها الدفاعي، واصفةً أستراليا ونيوزيلندا بأنهما كانتا “متراختين” في هذا المجال لعقود.

وأوضحت كولينز في مقابلة مع شبكة ABC News أن دافعي الضرائب الأمريكيين تحملوا “عبء” الدفاع عن العالم الديمقراطي لفترة طويلة. ورغم أن الولايات المتحدة لم تطلب من نيوزيلندا مباشرةً زيادة إنفاقها، إلا أنها تفهمت الضغط الأوسع من شريكتها في تحالف “العيون الخمس” (Five Eyes)، وأكدت رغبتها في رفع الإنفاق الدفاعي لبلادها.

يأتي هذا في الوقت الذي طالب فيه البيت الأبيض أستراليا بزيادة إنفاقها الدفاعي بما يقارب 40 مليار دولار سنوياً “في أقرب وقت ممكن”، بالتزامن مع مراجعة اتفاقية “أوكوس” (AUKUS) للغواصات النووية بين البلدين.

وأشارت كولينز إلى أن دولًا مثل أستراليا، ونيوزيلندا، وبعض الدول الأوروبية الغربية “استرخت” منذ سقوط جدار برلين عام 1989. وقالت: “ظن الناس أن السلام قد ساد ولن يكون أحد أحمق، ثم جاء بوتين فجأة، وتغيرت الأمور”. وأضافت أن الأمريكيين كانوا “يحملوننا” على عاتقهم، بينما كانت دولنا تبني “دولة الرفاه” وتوفر الرعاية الصحية والتعليم مجانًا، في حين كان دافعو الضرائب الأمريكيون يمولون الدفاع عن العالم الديمقراطي.

تخصص نيوزيلندا حاليًا حوالي 1% من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي، وقد تعهدت برفع هذه النسبة إلى 2% خلال ثماني سنوات. ومع ذلك، شددت كولينز على أنها “تتطلع لفعل المزيد متى ما أمكن”.

في المقابل، يبلغ الإنفاق الدفاعي الأسترالي حاليًا حوالي 2% من الناتج المحلي الإجمالي، ومن المتوقع أن يصل إلى 2.3% في نفس الإطار الزمني. ورغم أن المبلغ الأسترالي الفعلي سيكون أكبر بعشرات المليارات من المبلغ النيوزيلندي، إلا أن كلا الرقمين يظلان أقل بكثير من نسبة 3.5% التي طالبت بها إدارة ترامب أستراليا.

المنافسة الإقليمية وتحالف أوكوس

تطرقت كولينز أيضًا إلى سلوك الصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، مشيرةً إلى التدريبات العسكرية بالذخيرة الحية التي أجرتها بكين في بحر تاسمان في فبراير. واعتبرت أن هذه التدريبات بمثابة “تذكير مطلق” لأستراليا ونيوزيلندا بمدى قرب الصين والتنافس الاستراتيجي المتزايد في المنطقة.

وأعربت عن قلقها من أن هذا التنافس يؤدي إلى زيادة التدخل الأجنبي ونفوذ القوات الأمنية في المحيط الهادئ. كما انتقدت الاتفاقية الأخيرة بين الصين وجزر كوك، والتي شعرت ويلينغتون أنه كان ينبغي إبلاغها بها مسبقًا.

وفيما يتعلق بتحالف “أوكوس”، أوضحت كولينز أن نيوزيلندا لم تتلقَ بعد دعوة للانضمام إلى “الركن الثاني” من الاتفاقية، والذي يركز على تبادل التكنولوجيا. ورغم أنها أشادت بفوائد التحالف كفرصة لتحقيق السلام، إلا أنها أكدت أنه لا يوجد قرار نهائي بشأن انضمام نيوزيلندا بعد.