انضمت أستراليا إلى عشرات الدول الأخرى في توقيع بيان مشترك يطالب باتخاذ “إجراءات عاجلة” لمعالجة انتشار المجاعة في قطاع غزة، الذي مزقته الحرب. وقالت وزيرة الخارجية بيني وونغ إن معاناة سكان غزة وصلت إلى “مستويات لا يمكن تصورها”، مؤكدة على ضرورة التحرك الفوري لوقف ومنع تفاقم المجاعة.

ووقعت وونغ على هذا البيان المشترك مع نظرائها من 25 دولة أخرى، من بينها كندا والمملكة المتحدة، ويهدف البيان إلى مطالبة إسرائيل بـ”منح التصريح اللازم” للمنظمات الإنسانية للعمل في غزة بأمان.

وجاء في البيان، الذي وقّع عليه أيضًا ثلاثة ممثلين عن الاتحاد الأوروبي: “يجب عدم استخدام القوة المميتة في مواقع توزيع المساعدات، ويجب حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني والطبي”. وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أنه منذ 27 مايو، قُتل ما لا يقل عن 1,373 فلسطينيًا أثناء سعيهم للحصول على الطعام، حيث قُتل 859 منهم بالقرب من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، و514 على طول طرق قوافل المساعدات.

يأتي هذا بعد أن أفادت وكالة الدفاع المدني في غزة بتكثيف الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة غزة خلال الأيام الأخيرة، عقب موافقة مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على خطط لتوسيع الحرب في القطاع.

دعوة إلى وقف إطلاق النار

دعا البيان المشترك إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب، ومواصلة الجهود لضمان تحقيق السلام في المنطقة. وجاء فيه: “نحن بحاجة إلى وقف لإطلاق النار ينهي الحرب، ويؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن، ويسمح بدخول المساعدات إلى غزة برًا دون عوائق”.

وشدد البيان على ضرورة “استخدام جميع المعابر والطرق للسماح بدخول سيل من المساعدات إلى غزة، بما في ذلك الغذاء، ومستلزمات التغذية، والمأوى، والوقود، والمياه النظيفة، والأدوية، والمعدات الطبية”.

وفي أواخر الشهر الماضي، أعلنت إسرائيل عن خطوات للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع، بما في ذلك وقف القتال لجزء من اليوم في بعض المناطق، وتحديد مسارات آمنة لقوافل المساعدات. لكنها واجهت انتقادات مستمرة بسبب نهجها التقييدي تجاه الدعم الإنساني، وكانت قد حظرت سابقًا على المنظمات غير الحكومية إدخال المساعدات إلى غزة.

رد البيت الأبيض على خطط أستراليا للاعتراف بالدولة الفلسطينية

انضم رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، إلى دول أخرى في الإعلان عن أن أستراليا ستعترف بدولة فلسطينية في سبتمبر كجزء من حل الدولتين. وكانت كندا والمملكة المتحدة وفرنسا قد أعلنت في وقت سابق عن خطط للاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما لم تدعم الولايات المتحدة هذه الخطوة.

وقال مسؤول في البيت الأبيض لوسائل إعلام أسترالية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “غير ملتزم بحل واحد” للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأضاف المسؤول لصحيفة “ناين”: “كما صرح الرئيس، فإنه سيكافئ حماس إذا اعترف بالدولة الفلسطينية، وهو لا يعتقد أنه يجب مكافأتهم. لذلك، لن يفعل ذلك”.

ما الذي يحدث في مدينة غزة؟

أكدت إسرائيل مؤخرًا أنها ستشن هجومًا جديدًا وتسيطر على مدينة غزة، التي كانت قد استولت عليها بعد فترة وجيزة من تصاعد الحرب في أكتوبر 2023 قبل أن تنسحب منها.

لم تقدم الحكومة الإسرائيلية جدولًا زمنيًا محددًا لدخول قواتها إلى المنطقة، لكن وفقًا للمتحدث باسم وكالة الدفاع المدني، محمود بصل، فقد تكثفت الغارات الجوية على مدينة غزة على مدى الأيام الثلاثة الماضية.

وقال بصل إن أحياء الزيتون والصبرة السكنية تعرضت “لغارات جوية مكثفة جدًا استهدفت منازل المدنيين، وربما مباني شاهقة”. وأضاف: “لليوم الثالث على التوالي، يكثف الاحتلال الإسرائيلي قصفه”.

وأوضح أن “الاحتلال الإسرائيلي يستخدم جميع أنواع الأسلحة في تلك المنطقة، القنابل، الطائرات المسيرة، وأيضًا الذخائر شديدة الانفجار التي تسبب دمارًا هائلًا لمنازل المدنيين”.

وقال بصل إن ما لا يقل عن 24 شخصًا قُتلوا في أنحاء غزة يوم الثلاثاء، بينهم العديد من الضحايا نتيجة الضربات على مدينة غزة. وقال ماجد الحصري، أحد سكان الزيتون: “القصف كان مكثفًا للغاية في اليومين الماضيين. مع كل ضربة، تهتز الأرض. هناك شهداء تحت الأنقاض لا يمكن لأحد الوصول إليهم لأن القصف لم يتوقف”.

واجهت إسرائيل انتقادات متزايدة بسبب حملتها العسكرية المستمرة منذ 22 شهرًا في غزة، حيث حذر خبراء تدعمهم الأمم المتحدة من انتشار مجاعة واسعة النطاق في القطاع الفلسطيني.

وقد أثارت خطة نتنياهو لتوسيع السيطرة العسكرية على غزة غضبًا عالميًا بسبب الدمار الواسع في المنطقة وتفشي أزمة الجوع بين سكان غزة الذين نزح معظمهم، والذين يزيد عددهم عن مليوني شخص.

من جانبهم، نفى المسؤولون الإسرائيليون حدوث مجاعة في غزة، وألقوا باللوم على حماس في نقص الغذاء بين الفلسطينيين، وقالوا إن الكثير من المساعدات قد تم توزيعها.

وفاة أكثر من 100 طفل بسبب الجوع

قالت وزارة الصحة في القطاع إن خمسة أشخاص آخرين، بينهم طفلان، توفوا بسبب الجوع وسوء التغذية في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية. وأضافت أن الوفيات الجديدة رفعت عدد الوفيات من الأسباب نفسها إلى 227، بينهم 103 أطفال، منذ تصاعد الحرب.

وتشكك إسرائيل في أرقام الوفيات الناتجة عن سوء التغذية التي أبلغت عنها وزارة الصحة في غزة.

تصاعدت الأزمة في غزة بعد أن اقتحم مسلحون بقيادة حماس الحدود إلى جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1,200 شخص وأسر 251 رهينة، وفقًا للأرقام الإسرائيلية.

وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة في غزة إلى مقتل أكثر من 61,000 فلسطيني، وتدمير جزء كبير من القطاع، وتسببت في كارثة إنسانية مع نقص حاد في الغذاء، ومياه الشرب، والمأوى الآمن، وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.

وقد تعهد نتنياهو، الذي يرغب حلفاؤه في الائتلاف القومي المتطرف في السيطرة الإسرائيلية الكاملة على غزة وإعادة توطينها، بأن الحرب لن تنتهي حتى يتم القضاء على حماس.