استثمرت أستراليا، وهي دولة غنية بالموارد الطبيعية، بكثافة في الهيدروجين الأخضر، واعتبرته خياراً واعداً وأساسياً في سعيها لمكافحة تغير المناخ العالمي. يبرز الهيدروجين الأخضر كحل حاسم لتقليل الانبعاثات الكربونية في العمليات الصناعية الثقيلة، مثل صناعة الحديد وإنتاج الأمونيا، والتي تعتبر من أكبر المساهمين في الانبعاثات على مستوى العالم. ومع ذلك، وعلى الرغم من الطموحات الكبيرة والاستثمارات الضخمة، تواجه عملية تحويل هذا الحلم إلى حقيقة على أرض الواقع في أستراليا صعوبات جمة.
تتجسد هذه الصعوبات في خمسة تحديات رئيسية تعيق نمو وتطور هذه الصناعة الناشئة. وتشمل هذه التحديات انتكاسات حديثة أثارت تساؤلات حول مدى جدوى وواقعية المسار الحالي، مثل قرار حكومة كوينزلاند بسحب الدعم المالي الحيوي لمشروع “مركز كوينزلاند للهيدروجين”، والذي كان يُنظر إليه على أنه حجر زاوية في استراتيجية الهيدروجين الأخضر. كما جاءت أنباء تسريح الوظائف في قطاع الهيدروجين الأخضر بشركة “فورتسكو”، إحدى الشركات الرائدة في هذا المجال، لتؤكد على الضغوط والتحديات الاقتصادية التي تواجه الصناعة.
تشير هذه العقبات المتزايدة إلى أن أستراليا لا تزال في بداية الطريق نحو تطوير صناعة هيدروجين أخضر واسعة النطاق وقادرة على المنافسة عالمياً. إن تحقيق الأهداف المناخية الطموحة للبلاد، والتي تعتمد بشكل كبير على النجاح في هذا القطاع، يتطلب معالجة شاملة لهذه التحديات، ووضع استراتيجيات أكثر واقعية ومرونة لضمان استدامة وفعالية الاستثمارات المستقبلية.

