صحيح أن القطار الثقافي العربي يندفع في سدني وملبورن دون توقّف بحمولة مكتملة أعمالاً مشرقة ومبدعين مجلّين.
وصحيح أن الهمّ الثفافي العربي يتسع في القارة الخامسة عاماً بعد عام.
والصحيح أيضاً أن الكوكب العراقي يشعّ بصورة لافتة بين النجوم العربية الأخرى: اللبنانية والسورية والفلسطينية والمصرية والسودانية، إذ تتعدّد المهرجانات والمعارض والأمسيات العراقية، وكأننا في بغداد أو بيروت والقاهرة في الزمن الجميل.
وإذا كات الثقافة عابرة للحواجز السياسية ولحدود الأقطار العربية، فإنها في أستراليا سجّلت حضوراً لافتاً على امتداد الولايات وإن بنسَبٍ مختلفة.
ليعذرني الأصدقاء إذا سهوت عن تسمية كثيرين مستحقّين أفراداّ ومؤسسات ، ولأن المكان هنا يضيق بالكم الكبير من المنتديات الناشطة، رأيت أن أسلّط الضوء على ما يقوم به أحفاد المتنبي والجاحظ والجواهري والبياتي والسياب في هذه البلاد.
يوم السبت الماضي، أسعدني أن يكون لي كلمة في مهرجان الجواهري (النهر العراقي الثالث) بنسخته الثانية عشرة. وهنا أشد على أيدي كل من د. أحمد ربيعي ود. بشرى العبيدي ود. ناطق الكادي وما لهم من زرع وازن في منتدى الجامعيين العراقي مع الكثير من المثقفين والمبدعين حولهم. إذ اصبح هذا المهرجان ذا جاذبية ثقافية تستقطب الذوّاقة المغتربين من كل أقطار المشرق.
ولا بدّ هنا من أن أشدّ على يدَي د. الربيعي ورفاقه لأنهم حقّقوا إنجازاً عجز عنه سواهم ألا وهو جمعهم أبناء الطيف العراقي بكلّ مكوّناته الدينية والعرقية والعقائدية تحت سقف المنتدى، وهذه تُحسب لمنتدى الجامعيين العراقي مع إنحناءة وتصفيق حار.
ومنذ سنوات خمس تأسّست جمعية سومر للثقافة والفنون على يد الأديب سلام نصير الخدادي الذي أطلق الأحد قبل الماضي مهرجان صوت الأرض بنسخته الخامسة، هذا المهرجان الذي سجّل بسرعة قياسية احترافية وتنويعاً غنياً. وأسمح لنفسي ان أوجّه اليه شكراً عميقاً لتكريمي في نسخته الأخيرة.
ولا أنسى الجمعيات والمؤسسات العراقية الأخرى والناشطة تقريباً على امتداد ايام السنة كجمعية المرأة المندائية والعشرات غيرها.
وعلى مستوى الأفراد يحضر الى ذهني الوجه المسرحي عباس الحربي نموذجاً، وفي الفن التشكيلي حيدر عباسي الذي لم يتوقف حتى الآن عن المشاركة في المعارض الفنية وهو الحاصل على جوائز أولى في معظم المعارض. ولا ننسى الفنانة الملهَمة أغنار نيازي.
عدا اهل الإعلام والفنون على أنواعها وعشرات بل مئات الشعراء.
ففي أستراليا مئات المبدعين الع اقيين حوّلوا الإغتراب الى إقامة.
ومَن لم يُذكر اسمه في هذه العجالة لا يعني أنه يقلّ شأناً عن سواه.
ختاماً لا فضل لي في الحديث عن الكوكب العراقي الذي، نحن اللبنانيين أدركنا نوره على مقاعد الدراسة مع الجاحظ والمتنبي ومدرستي الكوفة والبصرة وحدائق بابل وزنابق نينوى ورحلات سندباد وسامقات النخيل.
احيّيكم جميعاً أبناء الرافدَين وإلى المزيد من إبداعكم الوازن.؟!

