حذر خبراء النقل وسكان منطقة شمال ملبورن من مخاطر ازدحام مروري كبير قد يصل إلى “أزمة نقل” حادة، في ظل خطة حكومية جديدة للإفراج عن مساحات شاسعة من الأراضي للتطوير السكني دون ترقية كافية للبنية التحتية.

تشمل الخطة الحكومية تحويل التلال الخضراء في منطقتي والان وبيفيريدج، الواقعتين على بُعد ساعة من مركز مدينة ملبورن، إلى أحياء سكنية كثيفة، في محاولة لمعالجة أزمة الإسكان في ولاية فيكتوريا. من المتوقع أن يتيح هذا المشروع بناء حوالي 180 ألف منزل على مدى العقد المقبل، مع تخصيص 40 ألف منزل منها لمنطقة ميتشل شير.

ويتوقع أن تشهد المنطقتان تضاعف عدد السكان ليصل إلى أكثر من 124 ألف نسمة خلال الـ 16 عامًا المقبلة. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن هذا النمو السكاني السريع يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية لتجنب اختناق المنطقة وترك الآلاف من السكان بدون وسائل نقل كافية.

وقال دانيال بوين من جمعية مستخدمي النقل العام (PTUA) إن خطوط النقل الحالية، مثل قطارات V/Line الريفية، غير مجهزة لاستيعاب هذا التدفق السكاني، حيث شهد خط سيمور زيادة في عدد الركاب بنسبة 27% خلال العام الماضي. كما شهدت محطة دونيبروك ارتفاعًا كبيرًا في أعداد الركاب، مما أدى إلى اكتظاظ القطارات وإجبار العديد من الركاب على الوقوف لمسافات طويلة.

ويعاني خط V/Line من تأخيرات متكررة واضطراب في الخدمات، حيث يشتكي السكان من نقص في عدد العربات والحافلات البديلة، مما يضاعف من صعوبة التنقل اليومي. تروي نيكول فيلان، إحدى سكان ميتشل شير، معاناتها في رحلة العودة إلى منزلها التي استغرقت خمس ساعات بسبب إلغاء خدمات القطارات، مما أجبرها على الانتظار لساعات في محطة Southern Cross دون توفير حافلات كافية.

ويحذر الخبراء من أن عدم الاستثمار في تحسين البنية التحتية الآن قد يؤدي إلى أزمة حادة في التنقل مستقبلاً. وأضاف بوين: “مع تزايد السكان، قد يجد بعض الركاب أنفسهم عاجزين عن ركوب القطار بسبب الاكتظاظ، أو قد يضطرون للانتظار لفترات تصل إلى ساعة للخدمة التالية”.

وأكد مجلس مقاطعة ميتشل أهمية “مواءمة التخطيط السكني مع تحسين البنية التحتية”، حيث أقر رئيس المجلس بريت لوكسفورد بالحاجة إلى “خط أنابيب بنية تحتية مضمون” لضمان تلبية احتياجات السكان الجدد ومواكبة النمو السريع في المنطقة.

المصدر