طوني قزي
تقول نكتة مصرية:»يحكى أن رجلاً كان يسير فى الصحراء، بعد رحلة طويلة من العناء والشقاء، والعيش مع الغرباء.. هذا الرجل قابل مجموعة من قطاع الطرق الظالمين، الذين يعيشون فى الظلمات، وأوقفوه تحت تهديد السلاح ، وقالوا له بصوت جهوري لا يخلو من الترهيب، «انت معانا ولاّ مع التانيين»؟ فقال الرجل من شدّة خوفه «معاكو طبعا» فقالوا له ضاحكين «طب إحنا بقى التانيين»، ثم أوسعوه ضرباً وفتكوا به شر فتكة، ورموا لحمه وعظامه إلى كلاب السكة، إلى هنا تنتهي النكتة، التي وردت فى كتب الأقدمين..
حال الجالية العربية مع أستراليا مُحيّر، فنحن لا نعرف إذا كانت أستراليا «معانا أو مع الناس التانيين»؟! لأن حكومة العمّال حيّرتنا فهي تكرّر لازمة يومية مفادها «نحن مع حقوق الشعب الفلسطيني ومع قيام دولة فلسطينية مستقلة»، وبين مواقف أنطوني البانيزي الملتبسة ومواقف وزيرة خارجيته بيني وونغ نعيش حالة « إقرأ تفرح جرّب تحزن».
مساء الخميس الماضي ، ونحن وفي حفل إطلاق تجمّع»أصدقاء طوني بورك» في الجالية الذي دعا اليه د. جمال ريفي، كان المتحدّث الرئيسي وزير الخارجية السابق بوب كار الذي قال أنه ارسى سياسة حارجية استرالية جديدة في وزارته تجاه فلسطين وحق الشعب الفلسطيني، وما كاد كار ينهي كلمته حتى قرأنا خبراً على وسائل التواصل الإجتماعي مفاده أن أستراليا امتنعت عن التصويت الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعو إسرائيل إلى الامتثال لحكم محكمة العدل الدولية بشأن احتلالها غير القانوني للأراضي الفلسطينية.
ورغم وضوح القرار، راحت بيني وونغ تبرّر الإمتناع بأسلوب رمادي مرتبك، زاعمةً أن أستراليا طلبت بعض التعديلات..الى غيرذلك.. والمؤسف أن الحكومة الأسترالية تمارس علينا سياسة الإستغباء التي يمارسها حكّام الشرق الأوسط على مواطنيهم.
فأنطوني البانيزي وبيني وونغ في سياستهما الفلسطينية يشبهان الحرامي الذي يخلع حذاءه ويمشي حافياً حتى لا يراه أحد. .
معلوم أن القرار الذي امتنعت استراليا عن التصويت عليه أيدته معظم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة.
وبعد، ما رأيكم:» أستراليا معانا أو مع الناس التانيين»؟!.