فؤاد شريدي- سدني
دم أطفال غزة أسقط القناع عن وجه هذا العالم وعرّاه..وأصبح جميع المؤمنين الطيبين يشعرون أنهم أشبه بخراف تُساق إلى الذبح .. في غابة تعج بالذئاب .. وأن شمس الحق والعدل والرحمة .. تتهيأ للغياب .. وأنهم يلهثون في صحراء الوهم خلف عدالة صارت مجرد سراب .. هذه الوحوش التي تستبيح دم الأطفال والنساء وكبار السن .. وتستبيح حُرمة المساجد والكنائس في غزة.. تأخذ العالم رهينة .. وتُدخل البشرية في نفقٍ مظلم ليس له نهاية .. وليس له نافذة لتدخل منها أشعة شمس الحق والعدالة والحرية ..
سقط العدل وأهتزت أعمدة الكيان الإنساني ، وهوت قلاع الحضارة الإنسانية تحت نعل طفلة تنزف تحت الركام في غزة المنسية .. فهل أصبحنا نعيش في عالم بلا ضمير .. وبلا دين .. وبلا إنسانية .. وتحولت الرسالات السماوية إلى مجرد كتبٍ مهجورة ومنسية.. وصارت العدالة الإنسانية مجرد هرطقة ومسرحية ..
يحضرني قول لعملاق الأدب العالمي الشهير الكونت ليو تولستوي حيث يقول ( إذا كنت تشعر بالألم فأنت حي .. وإن كنت تشعر بألم الاخرين فأنت إنسان ) .. فإذا كان الذي يحصل في فلسطين وفي غزة لا يؤلم معظم جيوش ودول العالم فيحق لنا القول أن هذا العالم أصبح بلا قلب وبلا ضمير وبلا دين وخرج من إنسانيته .. وفي هذا السياق أعود إلى الأديب الروسي تولستوي حيث يقول ( لا تحدثني كثيراً عن الدين بل دعني أرى الدين في أفعالك وتكون إنساناً فلا قيمة للدين بدون إنسانية ..
لقد هز أنين أطفال غزة الذين يحتضرون تحت الركام ضميري وأدمى قلبي .. ودفعني لأطلق صخرة علها تصل إلى جميع عواصم القرار .. يا قادة العالم .. يا أحرار العالم إنتفضوا لإنقاذ أطفال فلسطين .. وأطفال غزة من هذا الجنون الإجرامي .. من هذه الذئاب المتوحشة التي تمارس حرب الإبادية الجماعية بحق شعبنا في غزة والضفة الغربية وكل فلسطين بقيادة السفاح المجرم نتن ياهو..
هذه الوحوش المتطعطشة للدم وقتل المدنيين الأبرياء من شعبنا الفلسطيني .. على جميع إحرار العالم أن يتحركوا لأيقاف هذه المحرقة الفلسطينية .. هذه الوحوش الصهيونية التي لم ترحم أطفال فلسطين .. وأطفال غزة .. لن ترحم أطفالكم .. ولن يكون مصير أطفالكم .. أفضل من مصير أطفال غزة .. تحركوا قبل فوات الأوان ..