بقلم: أ.د / عماد وليد شبلاق
رئيس الجمعية الأمريكية لمهندسي القيمية بأستراليا ونيوزيلندا
ونائب رئيس المنتدى الثقافي العربي الأسترالي
Edshublaq5@gmail.com
(حياة الماعز) فيلم هندي انتشر مؤخرا على منصه ال NETFLEX وقوبل بأعداد كيره جدا من المشاهدين ممن تأثروا سلبا وربما ايجابا ( بعض المغرضين ) و حسب التعليقات الوارده في وسائل التواصل الاجتماعي. في بدايه الامر، صناعه السينما غالبا ما يهمها الاثاره والتشويق في الصناعه نفسها لجلب اكبر عدد من المشاهده ومع أنني لست من نقاد الافلام السينمائيه أو المسلسات التلفزيونيه الا أن الموضوع شدني وأحببت أن أدلو بدلوي احقاقا للحق والكتابه بموضوعيه مجرده.
لا أعلم لما غضب بعض السعوديين كما جاء في وسائل التواصل فلم اشاهد اي مقطع يشير بأن المكان هو في المملكه بدأ من المطار ونهايه بالصحراء وما بينهما من مشاهد مثيرة للجنس في مناظر نسبت للهند ( وقد لا تكون ) والتي يبدوا وكأنها في صحاري نيفادا أو في السنغال ومن السهل جدا في تلك الصناعه تركيب الامور على بعضها البعض فيتضح كيفيه الدوبلاج والانتاج والقص واللزق وذكرني منظر الكفلاء وهم يتحدثون بالممثلين الاجانب واللذين يتكلمون مره باللغه الفصحى وتاره أخرى بالبدويه المشوه كما في المسلسلات البدويه أيام ( عنتره وعبله ) الله يذكرهم بالخير ومعاهم ( شيبوب كنا راحين ننساه !) أضف الى ذلك ان مشاهد الصحراء والخيمه قد صورت وكأنها في الثلاثينات الميلاديه فمعظم مخيمات البدو هذه الايام أو حتى في العام 2008 قد دخلت عليها بعض التغيرات والتحسينات سواء في المملكه أو في الكويت أو قطر والامارات ولسان حال الفيلم بأنها منطقه مهجوره ومقطوعه ولايسكنها غير شخص أو شخصين وبدون أسره أو أولاد ومنها يتضح فعلا أن المقصود الحقيقي للفيلم هو التركيز على اهانه العامل الهندي أو العامل الوافد وسواء كان الكفيل سعوديا أو كويتيا أو عربيا أخر ( صوره العربي البغيض والشرير). اما الموضوع الحقيقي للفيلم والذي فشل المخرج في ايصال رسالته لجمهور المشاهدين هو ما يسمى بنظام ( الكفيل ) أو كفاله الوافدين أو العاملين من الاجانب في دول الخليج العربي اذ تم الغاء هذا النظام ومنذ زمن وهناك أنظمه جديده تنظم العلاقه بين الوافد وصاحب العمل وقد قامت المملكه وشقيقاتها من دول مجلس التعاون بسن الانظمه والقوانين الجديده مثل العقود والرواتب وتوصيف الوظائف والتكفل بكافه حقوق الوافدين سواء كانوا عمالا أو مهندسين مع الذكر أو العلم بأن هناك قصص شخصيه وحقيقيه مؤلمه لعدد كبير من الوافدين سواء كانوا عربا ومن دول مجاوره شقيقه أو من دول أسيا ( كالخدم والسائقين) قد نالها قسط كبيرا( في العهد السابق ) من القسوه والظلم ومؤكدا أن هذه النوعية من الافلام قد تسئ للعلاقات بين الشعوب بعضها مع بعض ولقد قرأت مؤخرا تقرير تحذيريا هنا في استراليا بعدم شراء بعض المنتجات الهنديه وخصوصا ( البهارات ) والتي تشتهر بها الهند وتصدرها لكل أنحاء العالم بعد اكتشاف بعضا من محتويات أو مكونات بول وبراز( البقر المقدس ) فلربما للتبارك واضفاء نكهة نوعية لخليط البرياني أو الكبسه ومتشبوس الدياي ! وهارد لك نجيب وأهلا وسهلا بك مره أخرى فقد تغيرت الامورفي المنطقه وأيا كانت وجهتك. والله المستعان