المهندس نقولا داوود – سدني

هل عرفت وطنا يستقبل الملايين الذين يمجدون ماضيهم ويودع الملايين الهاربين من واقعهم؟
هل عرفت وطنا تختلط فيه أصوات الأهازيج والمهرجانات مع أصوات الصواريخ المرعبة؟
وتخمة ثقيلة تواكب الحرمان ، وصلوات تختلط مع نشاز الكفر العلني،
بل مهاجرون يتمددون في أقاصي الأرض يبحثون عن وطن ..
ووطنهم بلا سياج يدخله كل مستعمر ..وأرضه مشاع،
وطن يصرخ من سقمه وأوجاعه وتمزقه فكريا .. ويرفض تناول الدواء الشافي والمجاني المتمثل بالوحدة الوطنية .

يا وطننا أحببته مثل أمي وولدي..تعقل وعد عن شفير الهاوية..
لقد صمتت فيك الأصوات التي تنطق بالحكمة.. كالعصافير الجريحة ..
وكأننا نسير في جنازة ننوح فيها على أنفسنا المريضة..

لكننا قياميون ..
سنظل نفتش عن بقية الحياة الكامنة فينا.
ربما نستيقظ الى صباح أجمل ..
ونعمل كجماعة متعاونة مؤمنة بالحق ومؤتمنة على المستقبل.
ربما نستفيق يوما من الفرقة والتفرق ..
من الكابوس المظلم إلى الوحدة المجتمعية الناجعة..
من ظلمة الخلافات والاختلافات ..إلى النور والجمال والحرية ..