أنطوان القزي
يبدو أن التشويه طال الجمعيات البيئية في لبنان بعد أهل السياسة.
فقد لفتت جمعية «الأرض – لبنان»، إلى أنّه «غالباً ما يتمّ الخلط بين طائر الشّحرور المحلّي وطائر المينا الهندي. المينا الهندي، على عكس الشّحرور المحلّي، هو طائر دخيل تمّ استقدامه إلى لبنان منذ أكثر من عشرين عاماً»، موضحةً أنّ «هذا الطّائر الّذي كان يتواجد في مدينة بيروت، وتحديدًا في محيط الجامعة الأميركيّة ولاحقًا في حرش بيروت، بدأ بالتّكاثر بوتيرة متسارعة والانتشار في مناطق لبنانيّة عدّة».
وأشارت في بيان، إلى أنّ «الاتحاد الدّولي للحفاظ على الطّبيعة «IUCN» صنّف المينا كواحد من الطّيور الغازيّة الثّلاثة في العالم، واعتبر انتشاره مقلق كونه يهدّد الطّيور المحليّة بطردها واحتلال أعشاشها وقتل صغارها، ممّا يؤدّي إلى خلل في التّوازن البيئي».
وأعلنت «أنّها تطلق استبيانًا إلكترونيًّا، لرصد انتشار طائر المينا في لبنان وتفاعله مع البيئة المحليّة، من خلال منصّة CESNA-LB»، داعيةً اللّبنانيّات واللّبنانيّين الّذين صادفوا هذا الطائر، إلى «تعبئة الإستبيان عبر الرّابط الآتي:
https://arcg.is/0i1TaW».
وذكرت الجمعيّة «أنّها ستقوم بمشاركة نتائج ومحتوى هذا الاستبيان بشكل دوري مع وزارة البيئة»، وطالبهتا بـ»وضع خطّة طوارئ لمكافحة هذه الآفة قبل فوات الأوان».
فيا جماعة البيئة، غريب أنكم لم تفطنوا لكل الغربان وأنواع الكواسر البشرية التي غزت لبنان، وطردت معظم ابنائه وغيّرت بيئته البشرية.. فما بالكم اليوم تتحاملون على عصفور هندي موجود عندكم منذ اكثر من عشرين سنة.
مؤسف أن صلاحياتكم محصورة بالعصافير الصغيرة، لأن الكواسر خطّ احمر مهما عاثت فساداً في بيئتنا الوطنية.
لمعلوماتكم أيها الغيورون على البيئة في لبنان، فالعصفور الهندي هذا موجود أمام كل المنازل الأسترالية وعلى أسلاك الكهرباء والنوافذ وهو زائر دائم على الشرفات، ولم يطرد أي طير ولم يعتدِ حتى على فراشة.. فبالله عليكم لا تخافوا من الخلل في التوازن البيئي بعدما فقد الوطن توازنه، وكفّوا عن «شيطنة» هذا العصفور المسكين وانظروا ما فعلت الكواسر ببلادكم وأهلكم.. وحوّلوا اهتمامكم الى الزوّار الأخطر من طائر المينا الهندي؟!.