أنطوان القزي
قرأنا ونقرأ كثيراً عن انتخابات إيران والإنتخابات في أوروبا والولايات المتحدة.
والسؤال: “هل هناك فعلاً مرشح محافظ وآخرإصلاحي في إيران، وهل يمكن أن يصل مرشح الى المراحل النهائية دون موافقة المرشد الأعلى؟.
وهل تغيّرنتائج الانتخابات الإيرانية كما نتائج الانتخابات الأميركية أو الفرنسية أو البريطانية في نهج الحكومات وتوجهاتها.
ماذا غيّر الرؤساء الإصلاحيون في إيران مثل رفسنجاني وخاتمي وموسوي وكروبي، وعلى الرغم من أنهم لا يعبِّرون عن اختلافاتٍ حقيقية مع النظام ، كلهم لاحقوا وقمعوا النساء السافرات في الشوارع تماماً كما لاحقهم المتشدد أحمدي نجاد، وكلهم استعملوا خطاباُ واحداً تجاه العرب واعتبروا الجزر الإماراتية جزراً إيرانية.
الصراع القائم في إيران هو بين متشددين وآخرين أكثر تشدداً، وكله يدور في بوتقة نظامٍ واحدٍ، قائده واحدٌ، وهو مَن يسمح بتقدم طرفٍ على طرفٍ حسب الأوضاع السياسية دولياً وإقليمياً، و«إصلاحيو إيران» الحقيقيون يعيشون في المنافي، وهم يعانون من التشتت والاختراقات والاستهداف المتكرر بشكل منهجي.
«يقول الصحافي عبدالله العتيبي :» إصلاحيو إيران» واحدة من هذه التسميات التي تُفضي إلى عدم الفهم الدقيق لطبيعة الأوضاع السياسية هناك؛ فكل من هناك «محافظون»، والاختلاف في الدرجة لا في النوع، ومثل هذا التفريق في جماعة الإخوان المسلمين، وجماعات الإسلام السياسي بين صقورٍ وحمائم، وانتشار هذا التفريق، أصاب التعامل معها بالتيه المزمن، ولم تضعُف شرور هذه الجماعات إلا بعدما صنفتها دولٌ عربية مهمة مثل السعودية ومصر والإمارات جماعات إرهابية، فكلهم صقورٌ لسببين لا يمكن تغييرهما؛ الأول الآيديولوجيا وصرامتها التي لا تسمح بالمراجعات الحقيقية، والآخر بنية التنظيم المحكَم الذي لا يسمح بالانشقاقات.
.يمكن مقارنة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ببعضها البعض، لكن ليس إيران، والمقارنة أساساً مضللة. وهذا لا يعني أن الانتخابات الإيرانية غير مهمة، بل هي مهمة لفهم كيف يفكر رجل واحد، وهو المرشد الأعلى، وكيف يتقبل المجتمع الإيراني نمط ذاك التفكير.
وفوق هذا وذاك فإن المرشد، و«الحرس الثوري»، هم يمسكون بمفاصل الحكم والقرار في إيران، وكذلك في اتخاذ سياساتها، مما يعني أن لا تغيير حقيقي، وإنما حسب التكتيك الذي يراه المرشد و«الحرس الثوري» بمرحلة من المراحل.
بينما ما يحدث في فرنسا وبريطانيا، والولايات المتحدة، أمر مختلف تماماً، وانتخابات جادة ستؤثر؛ ليس على الدول المعنية بها، وإنما على أوروبا والعالم، ومنه منطقتنا، وبقضايا تهم منطقتنا بأثر آني، ومستقبلي.
وستؤثر تلك الانتخابات على أوروبا، بريطانيا أو فرنسا، سياسياً، وعسكرياً، واقتصادياً، واجتماعياً، حيث تشهد أوروبا عموماً، والولايات المتحدة، تحولات تناقض ما ساد مؤخراً، ونزعة أكبر نحو التمسك بالوطنية، والابتعاد عن العولمة، وما خلفته من تحولات.
ولن يكون الرئيس الإصلاحي المنتخب مسعود بزشكيان إلّا صورة ملطفة عن سابقيه، وإذا تجاوز الحدود يخلقون له طائرة هليكوبتر عائدة من أذربيجان؟؟!.