-
أمان السيّد- سدني
حين كان من ينتمون إليه يتفقون على الخير، ولا يتضاربون عليه
كان العيد، يصلح له الفرح، والمعايدة، حين لا بيت يئن، ولا بيت يشكو، فقدا، أو فاقة، وحرمانا..
كان العيد تليق به المعايدة، وخير العطاء يملأ الساحات غيثا، وإنجادا..
حين كان التأمل سقف حياتك، والتدبر ميدانها، والتعقل فكرك، حين لم تكن تلسعك الميديا بالمتحكمين بها في رؤيتك وتفكيرك، وتسلب منك أحبتك، ومن تحرص عليهم، بأن تجعلك غريب الحب نحوهم، وشاذ الفكر لأنك لا تساير القطيع، لأنك تنأى بهم للسلام والحب..
بروباغاندا الإكراه والإيمان بما يعتقدون، تجعلك العائم فوق سطوح ترى ما تحتها من الجحيم، وأنت مضطر إلى الابتسام، والصمت… والاستسلام..
عيد، بأية حال عدت يا عيد.. أكاد أجزم أن لا أحد سعيد من قلبه، وأن ابتسامة المعايدة وكلماتها باردة تنثال من شفتيه..
كل ما نهفو إليه من جمال الأمان مهيض الجناح، ونحن في قبضة صناع العالم المتحضر، ادعاء، المشوه واقعا وسراديب..
ومن يملك سوى أن يهز برأسه إن تجرأ، وتصد شفتاه أي كلمة تحاول التسلل لتواسي ما في نفوسنا..
بعضهم، سيتهم صاحب الحروف بالنكد، أثق بذلك، ولكن ما تعريف النكد عندك، وأنت تتابع كل هذا الاستلاب في العالم الذي تنتمي إلى معايدته مكرها..