الكاتب: منير الحردول
أستغرب في بعض الأحيان لبعض التيارات التي تمعن الخوض في ثنائية الحلال والحرام، وتركز على أشياء هي من صميم الحريات الفردية، بل وتتعلق بعلاقة الإنسان مع خالقه، ومدى ارتباطاتها المقرونة بالقناعات وغيرها..فعوض أن تركز سياسة استغلال المشترك على استمالة الناس في الانتخابات، كان من لأجدر الاستحياء من شدة التناقضات، والتي ساهمت العولمة بصفة قطعية وكثيرا في فضحها، فلا يعقل أن نحرم البشر من فترات مرح وفرح ما، بمجرد أن تكون في قوقعة الانفصام الغريب..فما تعدد الزوجات والحنين لماضي الجواري والغلمان والرغبة الجامحة في التحكم في رقاب الناس باسم تراث موروث مشترك، اضحى من الأمور المستفزة للعقول المتزنة.. فالحياة بكينونتها تحتاج لكل شيء، وما عوارض الحزن والألم إلا واقع مفروض ضمن مسار حياة مليء بكل التنافرات..لذا، عندما يمعن البعض في سلوكيات البشر، ويتناسى انه بشر ومحب للشهوات، بل ويتمتع بأموال دافعي ضرائب البشر، ويستمتع بطرق كثيرة وفي بعض الأحيان يخفي ذلك بالسفر لبدان ينتقدها، ولكن يحب العيش والتجول بها..بل ويسهر على تمهيد الطريق في بعض الأحيان للأبناء والحفدة للهجرة إلهيا بدعوى جودة مستوى المعيشة وغيرها..لذا، كفى نفاقا، واتركوا الناس تعيش كما تريد في إطار قاعدة قانونية يخضع لها الجميع، قاعدة تجمع بين الأصالة المحترمة والمعاصرة العاقلة والتحديث النافع ،مع الابتعاد الشفاف عن ثنائة منتقاة!! بهذا حلال وهذا حرام بحسب المواقع والمسؤوليات والظروف والسياسات..فكفى كفى!!