أنطونيوس جلوان
بالحقيقة يا سعادة النائب تعليقك الأخير حول ما اثاره الصحفي حسن صبرا في مجلة الشراع بخصوص مجزرة
سيدة النجاة، يدفعنا لتكرار تساؤلاتنا عن هوية المرتكب الحقيقي لتلك الجريمة-المأساة.
فيا سعادة النائب، ردك على رواية حسن صبرا لم يُقنعنا البتة لغلاظة غموضه ولسطحية التكتيك والاستراتجيك.
فالاحكام التي صـدرت بحق من حكم عليهم لم يكن لها مصداقية عند الرأي العام لأن العدالة في ذلك الزمان كانت، بل ولا تزال، مرتهنة لطبقة حاكمة فاسدة تخطِّط وتستفز لتدمر الوطن وتسحق كرامة شعبه.
وهذا ما نستنتجه من جواب حافظ الاسد، حسب الشراع، للرئيس الهراوي قائلاً له :
“أبو جورج ،جميل والشباب يمسكون الآن بملف سمير جعجع وعندما ينتهون منه سنبحث بطلبك.»أي بإبعاد جميل السيد عن موقعه في استخبارات الجيش… «وكأن الياس الهراوي هو مجرد» خيال صحرا عند اسياده.
كان الأسد يشير بملف تفجير سيدة النجاة التي أراد منها الأسد، عبر غازي كنعان وصبيّه جميل السيّد، الزج بسمير جعجع في السجن بعد أن رفض هذا الأخير الدخول في أية تركيبة وزارية يكون عرّابها غازي كنعان الحاكم بأمره في لبنان. أليست هذه هي الحقيقة يا سعادة النائب؟
أليس تهديد غازي كنعان، بالويل والثبور وعظائم الأمور لحسن صبرا، كما جاء في المقال،
بأنه «وحياة أمي ما راح مرّقلك ياها يا حسن صبرا، مضيفاً عبارته الأهم :هلّق صرت انتِ والهراوي أصحاب، حتى يمرّقلك الاخبار؟!!!”.
ايْ أخبار حقيقة مجزرة سيدة النجاة التى رواها الأسد للهراوي.
فيا حضرة النائب، لا تزال حججك واهية وركيكة ،يلفّها الخداع والمكر واللف والدوران. لا يزال هروب حسن صبرا شاكياً أمره للرئيس الحريري يثيرنا ويدهشنا باللجؤ إليه. والأكثر من ذلك لا زلنا نتذكر في إحدى المناسبات الاجتماعية كيف انفعل بغضب الرئيس الهراوي عندما التقى الصحفي حسن صبرا وكيف تصرف مع صاحب مجلة الشراع، إثر لقائه مع الرئيس الاسد.
الآن يا سعادة النائب بتنا ندرك مغزى تخوّف سؤال الحريري لحسن صبرا إذا «شاف الهراوي»؟ وبعد تقدير الحريري للجواب السلبي من الصحفي صبرا، وعده بأنه سيسعى لإيجاد الطريقة المناسبة لمعالجة هذا الأمر الصعب والمحرج. فيا سعادة النائب، نريد أن نؤكد لك بأن المكر ومهما طال الزمان سيُوقِع بصاحبه في الفخ،لأن تلفيق الأخبار والتملُّق أمام الأسياد سيكشف عن حقيقة كل مُساير وكل مُساتر. أليوم مثل الأمس عندما قرأنا تكراراً مقولة حسن صبرا شعرنا بأن الجريمة التي خُطِّطَ لها في الظلمة سينكشف أمرها وان الظلم مهما عظُم، من تحته سينفجر بركان الحقيقة. وسيكون للمفترين والنمّامين ،مهما حاولوا طمس الحقيقة، كما جاء في المقال، حسابات في هذه الدنيا وفي الآخرة.
فيا أيها السيد، اعتقدتَ بأنك شحكتَ كثيراً على عقول الناس وأنك، بفعل مسؤولياتك تمّكنتَ من استعباد الأحرار، وقد نمت على وسائد الحرير بدون ضمير وغير قلق. ولكن يا نائب الأمة، كن على ثقة بأن الاشرار، هم في نهاية المطاف، أغبياء. وقد غاب عن بالهم بأن طابخ السم سيُسقى بما سقى وان الكذب «بغدّي ما بعشّي”.
وان الوعد والوعيد والتهديد والترغيب لم تكن إلا صفات الضعفاء.
ان الزمن يا سيّد لا يغيّر أحد بل يكشف كل إنسان على حقيقته. وأنت ،لغاية الآن، موضع شك كما جاء في هذا المقال.
وطالما حقيقة انفجار سيدة النجاة لم تنكشف بعد، رغم الأحكام الجائرة التي صدرت، تبقى انت المتهم الأول.
تعلمنا من ثقافة التضليل والتزوير خلال العهود السابقة أن نكون حذيرين خصوصاً من المستزلمين. وان نكون متبصّرين لنتبيّن من هو صادق ومن هو كاذب، ومن هو ظالم ومن هو مظلوم، وما هو الحق وما الباطل. وإذا قيل :لا خفيٌّ إلا وسيظهر ولا مكتوم الا وسيعلن ،أيضاً قال أحد الشعراء :
لا يموت الحق مهما لطمت…. عارضيه قبضة المغتصب
شرف الوثبة أن ترضي العلى….. غُلب الواثب أم لم يُغلب.