أنطوان القزي
أعلن الرئيس جو بايدن لدى تسلّمه السلطة في كانون الثاني سنة 2021 ، إن مشروع الرئيس دونالد ترامب في بناء جدار على حدود المكسيك لمنع تدفّق اللاجئين هو إهدار لأموال دافعي الضرائب، متهمياً إدارة ترامب بأنها تحدثت عن «أزمة مفتعلة”.
وفي 10 شباط 2021 ألغى بايدن، قرار سلفه دونالد ترامب، لإنشاء الجدار الفاصل ، قائلاً «لقد توصلت إلى نتيجة بأن إعلان حالة الطوارئ على جدودنا الجنوبية ليس له ما يبرره”.
يوم الخميس من الأسبوع الماضي، استفاق الأميركيون على قرار للرئيس جو بايدن بإكمال مشروع جدار ترامب لأنه بات حاجة قومية اميركية امام التدفّق المتواصل للاجئين من المكسيك والاكوادور وغواتيمالا وسواها؟
في 11 تشرين الأول سنة 2021 منعت بلدية بعلبك على السوريين منعاً باتاً التجوّل من السابعة ليلاً الى السادسة صباحاً مع منعهم من استقبال ضيوف في منازلهم. مرّ هذا التدبير دون «طنطنة» اعلامية.
و عندما منعت بلدية الحدث في 26 آب سنة 2022 منع الدراجات النارية من التجوّل ليلاً بسبب كثرة الجرائم والتعديات والسرقات ، قامت الدنيا ولم تقعد وتعرّض رئيس بلديتها لأسوأ أنواع النقد الجارح مع اتهامه بالعنصرية والطائفية.
في نيسان الماضي، استدعت بلدية بنت جبيل كل السوريين المتواجدين في البلدة الى تسجيل أسمائهم مع أرقام سياراتهم ودراجاتهم النارية ، وكل من يتخلّف عن الحضور سيتم ترحيله مع عائلته الة مباشرة الى المصنع. زمرّ القرار كرور الكرام دون أي تعليق.
في 5 حزيران 2019 ساد توتر شديد منطقة دير الأحمر، حيث أشعل مجهولون النار في عدد من الخيم، استنكارا لحادثة ضرب سائق سيارة الإطفاء، مطالبين بطرد اللاجئين من المنطقة.
في 26 كانون الاول 2020 قام عدد من المواطنين في منطقة المنية شمالي البلاد أضرموا النار في مخيم للاجئين بعد شجار اندلع بين أحد أفراد عائلتهم وعمال سوريين.
يوم الخميس الماضي، حين كان يقع اشتباك بين لبنانيين ولاجئين سوريين في منطقة الدورة، كانت بلديات اقليم التفاح تتخذ تدابير أكثر تشدداً بحق اللاجئين المتوجدين في نقاطها.
والاسبوع الماضي حين وقعت مواجهات في سن الفيل وبرج حمود مع لاجئين سوريين كان رئيس بلدية بر الياس يصدر قراراً يإقفال مئات المؤسسات التجارية التي يملكها سوريون في البلدة وكانت بلدية النبطية تهدم خيماً للسوريين.
ما سردته من حقائق هو غيض من فَيض ما حصل ويؤكد ان تهديد الللاجئين الوجودي ليس طائفياً كما يظنّ البعض، بل هو قومي تماماً كما اكتشف بايدن ولو متأخّراً أن تهديد اللاجئين ليس سياسياً.