أنطوان القزي
بات المزاح ممنوعاً في قضية تضخم «الخطر الوجودي» للنزوح السوري المتعاظم الى لبنان خصوصاً في الآونة الأخيرة والذي بات يحتم تحركاً دولياً للبنان يتجاوز كل المألوف بعدما تبين أن حجم الخطر فاق التقديرات الأشد تشاؤماً. ولذا اكتسب الإنذار القبرصي الذي صدر في اليومين الأخيرين منبهاً أوروبا من خطر «انهيار السد اللبناني» أمام ضخامة النزوح السوري بعداً استثنائياً في أهميته وتردد صداه الإيجابي بقوة في المناخات اللبنانية المأزومة إذ اعتبر أول إنذار من دولة عضو في الاتحاد الأوروبي يضع دول الاتحاد في مواجهة مسؤوليتها الهائلة إن هي مضت في التعامل مع الكارثة اللبنانية بمنطق تبرير القصور الأوروبي والزعم بأن سوريا لا تزال غير آمنة لعودة النازحين من بلدان الجوار.
كتب النائب جميل السيّد على منصّة «أكس»: «آخر خبر، قالت قبرص: «لبنان يشكّل حاجزاً لمنع وصول النازحين السوريين الى اوروبا، وهنالك خوف من إنهيار هذا الحاجز «… وللعلم، المسؤولون عندنا حوّلوا لبنان الى مستودع نازحين وكلب حراسة على الشواطئ لحماية اوروبا من هجرتهم اليها فيما اوروبا وغيرها تمنع اعادتهم الى سوريا وتفرض بقاءهم في لبنان!!! وللعلم أيضاً، الاتفاقية التي وقّعتُها كمدير امن عام في ٢٠٠٣ مع الامم المتحدة تمنع اقامة اي نازح او لاجئ في لبنان ويعاد بعدها الى بلده خلال سنة اذا عجزت الامم المتحدة عن توطينه في بلد آخر… لكن وكما أخبرنا السفير الالماني السابق خلال اجتماع في مجلس النواب: «المسؤولون عندكم يقولون لنا شيئاً في السِرّ حول النازحين، ويقولون عكسه في الإعلام»!! الخيانة ليست فقط في أن تبيع نفسك لإسرائيل، الخيانة الاكبر ان تبيع هويّة ومصلحة بلدك من أجل فيزا او مصلحة او لحماية أموال فسادك في مصارف الخارج او لترضية سفارة… وما أكثر هذا النوع من الخوَنَة في دولتنا»…
إنتهى كلام السيّد؟!. لكن التواطؤ من جانب بعض السلطة في لبنان ما زال مستمراً.. نعم، إنهم يبيعون لبنان فعلاُ لا قولاً هذه المرّة، وبات الإقتصاص من الخائنين ملحّاً وبتنا نحتاج الى عشرات بل آلاف أشجار التين لنصلب بائعي لبنان!..
لن أكون كافراً إذا قلت :» اشنقوهم جميعاً»؟!..