أنطوان القزي
لا يمر يوم إلا ويعلن فيه زعيم المعارضة الفيدرالية بيتر داتون عن رفضه القاطع لتأييد منح الأبورجينيين صوتاً في البرلمان.كذلك يفعل سفيرنا في لندن طوني أبوت الذي يرى أن إعطاء الأبورجينيين هذا الإمتياز قد يجرّنا الى خطوات غير محسوبة، إذ ماذا يمنع، كما يقول أبوت، أن تطالب غداً الشعوب الإثنية تباعاً بهذا الإمتياز، وبذلك نكون فتحناً باباً من الصعب إقفاله؟!.
أما الأحرارية الثالثة جولي بيشوب فقد فاجأت الجميع عندما رأت أن التصويت ضد ذا فويس سوف يرسل «رسالة سلبية للغاية» إلى العالم
وقالت السيدة بيشوب، التي تشغل الآن منصب مستشارة الجامعة الوطنية الأسترالية، إنها تعتقد أن برنامج الصوت هو فرصة «لتصحيح الأمور» بالنسبة للسكان الأصليين الأستراليي، وكأنها تعتذر عمّا اتخذته من مواقف في مسيرتها السياسية.
وقالت في فعالية لحملة «نعم» في بيرث، «لقد قمنا بقدر كبير من البحث والتحليل بشأن بيان أولورو من القلب، وحملة نعم، والاستفتاء، ونعتقد أن هذه فرصة لوضع الأمور في نصابها الصحيح».
«ليس لدي أدنى شك في أن ذلك سيبعث برسالة سلبية للغاية حول الانفتاح والتعاطف والاحترام والمسؤولية التي يكنها الشعب الأسترالي تجاه السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس».
غريب هذا الإنقلاب من امرأة كانت الى يمين جون هاورد، وما كان ينساه هو في تشدّده كانت هي تذكّره به، فما بالها اليوم تتلو فعل الندامة عند أقدام صخرة ايلورو المقدّسة لدى الأبورجينيين؟.
يتطلب استفتاء الصوت، مثل أي استفتاء أسترالي، أغلبية وطنية وأغلبية في أربع من الولايات الست على الأقل من أجل تمريره.
تشير التقارير إلى أن حملة نعم تخشى تراجع دعم الصوت في غرب أستراليا، مما قد يجعل من الصعب على الحملة تأمين الأغلبية الفائزة.
لهذا السبب ، تقوم بيشوب بجولات في غرب وجنوب استراليا تشبه الجولات الإنتخابية في محاولة لحشد الأصوات الى جانب ال «نعم»؟.
سبحان الذي يغيّر ولا يتغيّر ؟!.