أنطوان القزي
في 5 آب أغسطس سنة 2016 ، أعلنت أستراليا وقف المساعدات التي كانت تقدمها لمنظمة «وورلد فيجن» الخيرية في الأراضي الفلسطينية، إثر اتهام مدير فرعها في قطاع غزة بتحويل المساعدات الى حركة حماس. وتعرّضت أستراليا يومها لحملة انتقادات واسعة تتهما بحاباة الجانب الإسرائيلي.
في أول شهر تموز يوليو سنة 2018 أعلنت أستراليا وقف دعمها المالي المقدم إلى السلطة الفلسطينية «خشية من استخدامها لمساعدة الفلسطينيين المدانين بالعنف ذي الدوافع السياسية، في إشارة إلى الأسرى». وأضافت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب «الحكومة قد أوقفت تمويل الصندوق الائتماني متعدد المانحين المدار من قبل البنك الدولي والتابع لبرنامج الانتعاش والتنمية الفلسطيني.
واليوم ما يحصل في عين الحلوة أسوأ مما حصل في الحادثتين السابقتين، فالإعتداءات على الأونروا وإقفال مكاتبها يسببها المسلحون الفلسطينيون وليس قوى خارجية.
فقد أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تعليق خدماتها داخل مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان اعتبارا من يوم الجمعة الماضي، بسبب استمرار وجود المسلحين في منشآتها.
ودعت مديرة شؤون أونروا في لبنان دوروثي كلاوس (الصورة) كافة المسلحين إلى إخلاء منشآتها، خصوصا المدارس، لضمان تقديم المساعدات والخدمات لسكان المخيم.
وقالت الأونروا في بيان إنها لا تتهاون إطلاقا «مع أي انتهاك لحرمة وحياد منشآتها”.
وأوضح البيان أنه من غير المرجح أن تكون المدارس في المخيم مستعدة لاستقبال 3200 طفل في بداية العام الدراسي الجديد، «بالنظر إلى الانتهاكات المتكررة، بما فيها تلك التي حدثت في الماضي، والأضرار الكبيرة التي وقعت”.
ويعيش نحو 400 ألف لاجئ في 12 مخيما للفلسطينيين بلبنان يعود تاريخها إلى حرب عام 1948. ومخيم عين الحلوة هو أكبر هذه المخيمات.
وإذا ما علمنا ان الفلسطينيين في لبنان تظاهروا عدّة مرّات في الأشهر الأخيرة في الجنوب والشمال وبيروت احتجاجاً على تقليص خدمات الأونروا ، ندرك فداحة ما قامت به الأجنحة المتصارعة في عين الحلوة.
يشار إلى أن الأونروا تأسست عام 1949، وتقدّم خدمات عامة تشمل المدارس والرعاية الصحية الأولية والمساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان.