أنطوان القزي
في 12 آذار 2021 عاد وزير السياحة والشؤون الاجتماعية اللبناني، رمزي مشرفية من دمشق معلناً عن استعداد المسؤولين السوريين لتفعيل ملف النازحين السوريين، مؤكّداً أن نقاشاته معهم خلال زيارته الأخيرة إلى سوريا كانت مشجعة.
وأعلن أن جميع الوزراء الذين التقاهم أعربوا عن استعدادهم الكامل «للعمل معنا على تفعيل ملف عودة النازحين».
وأشار إلى أنه تلقى ضمانات «بتحقيق عودة كريمة وآمنة حيث سلامة النازح السوري وكرامته ستكونان مضمونتين ومحفوظتين».
بعد يومين سمع الوزير مشرفية خبراً عبر وسائل الأعلام يفيد أن وزارة الهجرة السورية فرضت على كل سوري يريد العودة الى بلاده أن يدفع مئة دولار أميركي وإلا فهو ممنوع من الدخول.
وبعد اسبوع سمع مَن يقول «لماذا لا يذهب وفد وزاري لبناني الى دمشق»؟!.
وثار رئيس حزب التوحيد وئام وهّاب وهو يردّد:» انتو عايزين سوريا مش هيي عايزتكن ليش ما بتبعتوا وفد وزاري عالشام حاج بقى تتعاملوا بالواسطة مع السوريين؟!.
وفي 4 أيلول سنة 2021 ونزولاً عند تمنيات وهاب ، وصل وفد وزاري لبناني ترأسته وزيرة الخارجية بالوكالة والدفاع في حكومة حسان دياب لتصريف الأعمال، زينة عكر، إلى العاصمة السورية ، في أول زيارة رسمية على هذا المستوى بين البلدين الجارين منذ عام 2011.
وضم الوفد اللبناني كل من وزير المالية، غازي وزني، ووزير الطاقة، ريمون غجر، والمدير العام للأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم.
وعاد كل وزير حاملاً 2 كيلو من البرازق وكيلو من اليانسون الشامي، حتى لا يقال بالمعنى السياسي أن عاد الوفد خالي الوفاض.
في 15 اب سنة 2022 زار وزير المهجرين في حكومة نجيب ميقاتي لتصريف الأعمال عصام شرف الدين سوريا ، والتقى وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف، المكلّف بملف النازحين السوريين، ووزير الداخلية اللواء محمد الذي كرّر اللازمة التي قالها سابقاً امام مشرفية؟!.
وقال شرف الدين يومها إن خطته لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم «باتت جاهزة للتنفيذ».
ففرح أصحاب الباصات في لبنان واستبشروا خيراً بإعادة آلاف النازحين الى ديارهم.
وبين زيارتي مشرفية وشرف الدين الى دمشق زاد عدد النازحين السوريين في لبنان بنحو 200 ألف نازح.
وفي 9 شباط فبراير من هذه السنة 2023 استقبل الرئيس السوري بشار الأسد وفدا وزارياً لبنانيا برئاسة وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب
واستغرب الوزراء اللبنانيون حين سمعوا تمنياً من الجانب السوري بعدم إثارة قضية النازحين؟!!.
فيا حضرة وئام وهّاب، ماذا يريد السوريون بعد، هل يجب أن نقتلع قلعة بعلبك ونأخذها اليهم، أم ننقل اليهم الملعب الروماني في صور وقلعتي صيدا وجبيل حتى يستجيبوا لنا؟.
وأنتَ تعرف يا وئام والجميع يعرفون أن النظام السوري لا يريد نازحيه ولسان حاله يقول:» خلّوهن عندكن»؟!