أنطوان القزي
“أنا جمهوري مدى الحياة لكنني سأتبع كل البروتوكولات الملكية في مراسم تتويج الملك تشارلز”. هذا ما قاله رئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيزي في لندن عشية تتويج الملك تشارلز الثالث يوم السبت الماضي.
فهل بدأ البانيزي إدارة السفينة الإسترالية باتجاه شاطىء الجمهورية دون إعلان رسمي حين قال:» كثيرون سيُفاجأون من حضوري حفل التتويج».
البانيزي يعزّز توجّهه “الجمهوري” بالإستفتاء الذي دعا إليه لتشريع صوت البرلمان للشعب الأصلي.
وإلى يمين البانيزي تقف السناتورة الثائرة دائماً ليديا ثورب التي انسحبت من حزب الخضر وأسّست حركة الامة السوداء وهي تدعو الى طرد البيض من أستراليا ومساءلة التاج البريطاني عما سببه للسكان الأصليين من استعباد واذلال.
ليندا تتعاون مع مجموعة من المستعمرات السابقة وعددها 14 التي تطالب بريطانيا بالإعتذار عن ماضيها الإستعماري.
لن تكون إذن رحلة الملك تشارلز سهلة الى أستراليا ولن تكون طريقه معبّدة الى قلوب الأستراليين. ولن يكون الإستفتاء المقبل على الأغلب مثل استفتاء 1999 يوم كان مالكوم تيرنبل قائداً للحملة الجمهورية. وفي ظلّ التأييد الباهت في أستراليا للملك البريطاني الجديد، قد تشرق شمس الجمهورية على بلاد الكنغر في عهد أنطوني ألبانيزي.
لماذا، لأن هناك نبضاً اجتماعياً يسارياً جديداً يجتاح الأجيال الأسترالية الجديدة متناغماً مع تغيير اجتماعي دراماتيكي يطال الكثير من المفاهيم الإجتماعية السائدة، هذه الموجة لديها حساسية مفرطة ضد الظلم والحطّ من قيمة الإنسان كل ما يمتّ الى الإستعمار بصلة.
ورأينا في السنوات الأخيرة الكثيرمن الأستراليين الشباب يتظاهرون مطالبين بإطلاق سراح المعتقلين تحسين شروط الإعتقال ويناصرون اللاجئين ويدعون.
في الماضي، كان يقال أن الشعوب الإثنية تضخّ أصواتها الى جانب دعاة الجمهورية، أما اليوم فتتسع مساحة الجمهورية في أوساط الشبيبة الأنكلوساكسونية. لأنه يبدو أن مقولة «الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون» ما عادت تصحّ في أستراليا.