أنطوان القزي

ماذا ترانا نقول في الأم الشرقية بمناسبة عيد الأم في أستراليا (يوم الأحد)، هل أمهاتنا سعيدات أو يعشن حياة طبيعية، وهن إضافة الى الزمن المأزوم في الشرق يعانين ليس من ظلم الأحوال العامة الصعبة وحسب، بل من القوانين الوضعية والمجحفة والفتاوى المتناسلة والتدابير الميليشياوية المزاجية التي تمعن في إهانة الأمومة. ونورد هنا ثلاثة نماذج تابعناها في الاسبوعين الأخيرين.
أولاً من اليمن:تضاعفت الحملة الحوثية الضاغطة بالتشديد المستحدث لحركة النساء  بعد تزايد حالات الإيقاف والسؤال المستفز خلال تنقلاتهن الفردية المضنية بين المحافظات اليمنية عن وجهتهن، وأبرزها السؤال الدائم، أين المحرم؟
وفي حال وجود المحرم يتم التحقيق معه وإثبات صلة قرابته.
و برزت حالة من الاحتجاج الشعبي على القرار بعد منع مسلحي الجماعة المدعومة من إيران امرأة أكاديمية من مغادرة صنعاء لتمثيل اليمن في مؤتمر علمي في الخارج بذريعة «عدم وجود محرم».
وكشفت الناشطة، لمياء الإرياني، رئيسة منظمة «مدرسة السلام»، بأن ميليشيا الحوثي أعادت أكاديمية متخصصة في الكيمياء الحيوية (لم تسمها) من إحدى نقاط التفتيش أثناء ما كانت في الطريق إلى عدن (جنوب اليمن) بذريعة «عدم وجود محرم».
وأشارت الإرياني إلى أن الأكاديمية «أرملة وفي العقد الخامس من العمر، وابنها الوحيد مهاجر خارج البلاد منذ سنوات».
ومنعت ميليشيا الحوثي سفر النساء عبر مطار صنعاء الدولي، واستحدثت نقاطاً أمنية لمنع تنقلهن بين المحافظات.
واللافت ما قالته ميليشيا الحوثي أنها تقوم بذلك بسبب «الانحسار العالمي للقيم».. الحوثيون سيقاومون «الانحسار العالمي للقيم» عن طريق خنق المرأة.
ثانياً من إيران: بدأت الشرطة الإيرانية استخدام الكاميرات الذكية في الأماكن العامة لتحديد هويات مخالِفات قانون ارتداء الحجاب.

واندلعت المظاهرات إثر وفاة الفتاة الإيرانية الكردية مهسا أميني في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي (الصورة)، خلال احتجازها في مركز للشرطة بعد القبض عليها لمخالفتها قواعد اللباس.
ويتحدى كثير من النساء قواعد اللباس الصارمة الآن، خصوصاً في المدن الأكبر.
كذلك تدّعي السلطات الإيرانية أنها لا تعرف مصدر حالات النسمّم التي تتعرّض لها عدة مدارس للبنات في أنحاء إيران التي تعرّضت لهجمات غامضة بمواد سامة.
و حدثت حالات التسميم بين تلميذات إثر تنشق روائح «كريهة» أو «غير معروفة»، ثمّ ظهرت عليهن عوارض مثل الغثيان وضيق التنفّس والدوار، وفقدان للحركة لبعض الساعات. والشهر الماضي، قالت «لجنة حقوق الإنسان»، التابعة للجهاز القضائي الإيراني، إن «أقل من 10 في المائة من الطالبات أُصبن بمادة مهيّجة من نوع الغازات الحربية الخطيرة وغير القاتلة”
وقال النائب محمد حسن أصفري، أن«أكثر من خمسة آلاف تلميذة» في أكثر من 230 مدرسة في 25 محافظة من أصل 31 محافظة في إيران.
ولا تزال أجهزة ، بناء على تعليقات نقلتها صحيفة «اعتماد» الإصلاحية، الاثنين، من أعضاء البرلمان الإيراني.
إيران التي أوشكت على إنتاج قنبلة نووية وأول بلد في العالم في تصنيع المسيّرات والصواريخ عاجزة عن معرفة مصدر التسمّم في 235 مدرسة للبنات؟؟.
ثالثاً من أفغانستان، حيث تتظاهر النساء احتجاجاً على اعتراف دولي محتمل بحكومة طالبان التي تحرّم العمل والتعليم على المرأة.
عدا ما تعانيه الأمهات من مشقات الحياة في غزة ولبنان وسوريا والعراق والسودان..
وكان ينقصها تشدّد الذكوريين حولها؟ّ.