إذا كان الإناء ينضح بما فيه، فهو لا يحتاج الى إي مديح أو إطراء، وإذا كانت أعماله سجلّاً ليومياته فهو العجينة التي تفيض محبّة ونبلاً.
لستَ بحاجة أن تستعيرَ أي حرف من القواميس لأن قاموس جو بيتر خوري الإنساني والصادق يعفينا من كلّ الإستعارات.
بالرغم من عمره الإغترابي الذي يبلغ 71 عاماً ، فأنتَ عندما تلتقيه تخاله واصلاً لتوّهِ من لبنان أصالةً وحُسنَ معشرٍ وسيرة.
ومن يعرف جو بيتر خوري لا يرى أيَّ مبالغة في ما نقول.
ترأس الرابطة المارونية والجامعة الثقافية وانضمّ الى مؤسسات
إنسانية خيرية كثيرة يضيق المكان بذكرها.

وُلِد جو بيتر خوري في 30 تشرين الأول سنة 1941 في بلدة حردين، والده مولودٌ في الولايات المتحدة وعاد الى لبنان سنة 1920 وهو بعمر السنة.
سافرت عائلة جو الى استراليا سنة 1951 وكانت مؤلفة من الوالد حاتم والوالدة جوزفين والأبناء جو وجورج وتيريز وضاهر (دون). وفي استراليا وُلِدَت هيلين وأنطوني وجون.
أقامت العائلة لدى وصولها في ردفرن عند عمة الوالدة وزوجها سليمان جورج.

بعد نحو شهر إنتقلت العائلة الى بادنغتون حيث إشترى الوالد بيتاً صغيراً مكثوا فيه نحو 5 سنوات.
كان الوالد في هذه الفترة يعمل خياطاً مع ديفيد جونز وهي مهنته التي حملها من لبنان حيث كان يمتلك محلاً في بلدته حردين.
إلتحق جو بمدرسة سانت ماري التابعة للكاتدرائية في سيدني وهناك بقي 5 سنوات، وسرعان ما ترك المدرسة بعمر 15 سنة لأن الوالد إشترى محل سمانة في دالويتشهيل وطلب منه ان يتسلمه. حينذاك، إستدعى مدير المدرسة والدة جو وقال لها: «خسارة ان تُخرجوا جو من المدرسة لأنه تلميذ مجتهد».
يقول جو: «وَعَدتُ أهلي ان أتابع دراستي في الدوام الليلي وهكذا حصل، فقد أنهيتُ الهاي سكول وحصلت على دبلوم في المحاسبة من المعهد التقني في سدني (بيترشام) ثم تابعت دروس المحاسبة في جامعة سيدني».
يضيف :»بعد قضاء نحو 7 سنوات في المحل تسلمت وظيفة محاسبة في وكالة الأنباء الاسترالية وهي وكالة عالمية إخبارية وبقيت هناك 8 سنوات، غادرتها سنة 1969 حيث إفتتحت مكتباً للمحاسبة أنا وشقيقاي جورج ودون ولا يزال حتى اليوم على نيو كانتربري رود في هرلستون بارك. في حين بقيتُ مستشاراً مالياً للوكالة الأسترالية لفترة عشرين سنة».
ويتابع جو:»إنخرطتُ في عالم البناء وكان سبقني الوالد سنة 1972، وأنجزت مع أشقائي نحو 20 مشروعاً أهمها في ستراثفيلد وباراماتا التي حصلت فيها على شهادة تقديرية من البلدية على جودة ونوعية البناء في أواخر تسعينات القرن الماضي .
سنة 1969 كنتُ من مؤسسي نادي حردين (لوفانت).
سنة 1971 أصبحتُ عضواً بمنظمة مار منصور (سانت فينسنت).
سنة 1980 إنتسبت الى الجامعة اللبنانية الثقافية وكنت أميناً للصندوق.
سنة 1987 كنت من مؤسسي الرابطة المارونية وتسلمت أمانة الصندوق.
سنة 1994 زرتُ الولايات المتحدة لحضور المؤتمر الماروني في لوس أنجلوس بحضور ممثلين من 52 بلداً.
سنة 1994 إنتُخبت رئيساً للجامعة اللبنانية الثقافية في نيوساوث ويلز حتى سنة 1996.
وأرسلنا في تلك الفترة أموالاً لدعم طلاب جامعيين في لبنان لمتابعة دراستهم، وبدأنا تكريم المتفوقين في الشهادة الثانوية العليا في سيدني.
سنة 1996 حصلت على درع بابوي من رتبة فارس.
سنة 1997 شاركت في تأسيس مؤسسة القلب اللبنانية الأسترالية ولا أزال أميناً لصندوقها.
سنة 2005 إنتخبت رئيساً للرابطة المارونية عدة مرات حتى سنة 2008.
في سنة 2005 أيضاً تم إختياري عضواً في لجنة المتابعة لمعالجة ذيول حادثة كرونيلا.
سنة 2006 نظمنا مؤتمراً للأكاديميين الموارنة في سيدني.
سنة 2015 منحتني الدولة الاسترالية ميدالية استرالية «أو أي أم «(OAM) التي تمنحها الملكة إليزابيث».

ويقول جو أيضاً «أتمنى على الرابطة المارونية والجامعة اللبنانية الإستمرار في خدمة اللبنانيين أينما كانوا والى أي دين إنتموا. فنحن واجبنا الأول هو خدمة استراليا التي تحضننا، وطبعاً مع الحفاظ على الأواصر التي تربطنا بوطننا الأم على كل المستويات».

تزوج جو بيتر خوري سنة 1969 من ماغي كلّاب، تعّرف إليها في جبيل أثناء زيارة الى منزل إبنة عم والدته وصادف ان كانت ماغي تقوم بزيارة لها في ذات الوقت، وهناك إلتقيا وتعارفا الى ان تزوجا في ذات السنة وكلّلهما البطريرك مار أنطونيوس بطرس صفير في مقام سيدة لبنان في حاريصا.
لهما ثلاثة أولاد بيتر وبولين ومارلين.
جو بيتر خوري يكتفي بالقليل من الكلام لأنه يؤمن بالقول:«دعوا الأعمال تتكلّم».