أنطوان القزي
وأنا أشرع في الكتابة عن الدراما المارونية المستمرّة على مسرح السياسة اللبنانية ، تذكّرت حواراً متخيّلاً قرأته منذ نحو شهر بين مار مارون والمطارنة الحويك وصفير والراعي، يقول فيه البطريرك صفير:» : يبدو أنّهم ما زالوا على حالهم من الخلافات والصراعات. لم يتعلّموا من دروس الماضي شيئاً. خلال الحرب تقاتلوا بالسلاح، ودار أقسى قتالهم في مثل هذه الأيّام منذ 23 عاماً. اليوم يُكملون تقاتلهم بالسياسة. وبالفعل نفسه يُكملون قتل الحضور والدور المارونيَّين، ويثبتون القول السريانيّ المأثور: «مورُونُيِي لُو مْطَقْسُونِي» (الموارنة لا ينتظمون).
وتذكّرت أن الأمير فخر الدين الدرزي وضع الموارنة طليعة لبنان في الإدارة والعسكر.
كذلك تذكّرت ما قاله شارل مالك يوماً:» أنا ارثوذكسي الهوية وماروني الهوى».
وتذكّرت عندما عيّن البابا فرنسيس في 3 شباط 2023 رجل دين مارونياً لبنانياً كأوّل سفير للفاتيكان مقيم في دولة الإمارات. إنّه المطران كريستوف زخيا القسّيس (الصورة) ابن بلدة فيطرون الكسروانيّة.
لقد بات الموارنة اليوم :» إقرأ تفرح، جرِّب تحزن».
يقولون أنهم ام الصبي وبعضهم يساهم في خنقه بيديه، وهل يكفي أن نقول أن لبنان هو صنيعة مارونية لكي يبقى ويستمرّ؟!.
هل هم فعلاً ابناء الياس الحويك، وهل هم الذين أنجبوا جبران والسمعاني والبطريرك الدويهي؟
بتنا نفهم ماذا يريد الآخرون من لبنان، شكلاً ومضموناَ ، وما زلنا نتعامل معهم رغم الخلافات الجوهرية.
ولكننا نقف عاجزين عن إصلاح ذات البين بين موارنة يختلفون على شكل الملائكة؟!.
هل يريدون لبنان «حرب الإلغاء» أم لبنان «إعلان حرب التحرير أم لبنان «حرب الأخوة» ؟!.
قرأتُ نحو خمسين كتاباً عن تاريخ الموارنة من البطريرك الأول يوحنا مارون، وسرتُ مع بطاركتهم في الكهوف والمغاورمن ضفاف العاصي الى ضفاف نهر إبراهيم الى كفرحي وسواها في بلاد البترون وصولاً الى بكركي.. وراقبتُهم كيف حفروا الصخر واستنبتوا الوعر وافترشوا العراء وتحمّلوا الإضطهاد، وكنت في كل مرّة أرى مبرّراً لما يفعلون.
وبعد، طالما تغنّى موارنة لبنان بثلاث: رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش وحاكمية مصرف لبنان،ومعها رئاسة مجلس القضاء الأعلى، ورئاسة الجامعة اللبنانية والمديرية العامة للأمن العام.
الأربع الأولى ساهم ويساهم في نحرها موارنة، والخامسة والسادسة طارتا بمباركة مسؤولين يسمّون أنفسهم موارنة.
فيا أيها بعض الموارنة لا تحمّلوا وزر ما حلّ بكم للآخرين وحدهم، لانكم وضعتم ال»بلوكاج» وهم تكفّلوا بتعبيد الطريق.
نعم ، نريد موارنة فخر الدين وشارل مالك؟!.