أنطوان القزي
التقيت النائب اللبناني الأسترالي إيهاب مطرقبل سفره الى لبنان مرشحاً للإنتخابات اللبنانية وفي جعبته أفكار ومشاريع، كما التقيته عدة مرّات بعد عودته إلى أستراليا نائباً مستقلاً في البرلمان اللبناني.
أعرف إيهاب مطر شاباً لبنانياُ طموحاً وناجحاً بنى لنفسه حضوراً وازناً في المغترب الأسترالي، أراد تجيير نجاحاته وتطلعاته لمصلحة وطنه الأم، فحمل ما يؤمن به الى لبنان وهو يأمل خيراً من باب «لعلّ وعسى» لأنه قرأ مثلنا في الكتب أن القبطان المتمكّن يدرك الوصول الى شاطئ الأمان.
لن أدخل في تفاصيل الصالونات السياسية ولا طرح الأسئلة التي أدمن عليها اللبنانيون مقيمين ومغتربين، منطلقاً من معرفتي الشخصية بالرجل.
أعرف ان لكل إنسان أن يحلم ويسعى ويصل، وانطلاقاً من هذا الحق أصبح إيهاب مطر في مجلس النواب؟.
فهل يحق لنا أن نسأل ماذا فعل ويفعل؟. الجواب لديه ، ولكن جوابنا نحن، أن الواقع السياسي اللبناني والتركيبة التي تتحكّم بالبلد غير ملائمتين لطرح أو تحقيق أو حتى التفكير في أي تغيير أو إصلاح.. يقول إيهاب، وكرّر ذلك في لقائنا معه يوم الأحد الى مائدة الرابطة الدرزية الأسترالية في مطعم الأصيل:» أعرف ان الوضع صعب جداً، ولكنني لن أصاب بالإحباط سأستمر وسأسعى من وحي برنامجي الإنتخابي ومن حاجة أبناء بلدي، وبعد أربع سنوات إذا بقيت الرياح تسير عكس ما يتمنى اللبنانيون، أحزم حقائبي وأعود الى أستراليا”؟..
لن تستطيع منع الناس من الكلام، منهم من يقول:»انتحبوه نائباً في لبنان شو جايي يعمل بأستراليا»؟، وآخرون يقولون: «الأكبر منو ما قدر يعمل شي، شو بيطلع بإيدو..عصام فارس مع كل خدماتو كان رئيس كتلة رجع على لبنان ورجع سافر بعد ما صار نائب رئيس حكومة لأنه لم يستطع أن يحدث فرقاّ».

ونحن نقول إن هذه التعليقات إحباط قاتل وجريمة بحق الوطن لأنه بوجود أناس يسعون يبقى الأمل قائماً والذين يزرعون اليأس يجنون على الوطن مثلهم مثل الفاسدين..
عصام فارس وكثيرون غيره، بينهم إيهاب مطر: هم قباطنة ماهرون ، لكن المخيف في بحر لبنان ليست الأمواج وحسب، بل القراصنة والفاسدون والسماسرة والسارقون ،وهؤلاء يعجز اي قبطان على مواجهتهم معاً … على الأقل في الظروف الراهنة.
ونحن نقول مع إيهاب مطر:” أللهم إني سعيت”..