في استعادة من الحقبة الجاهلية، وتتوجاً للمآسي النقّالة التي شهدها لبنان في الأيام الأخيرة ، استفاقت بلدة النبي رشادة البقاعية فجر الأحد على مشهد وضع جثة السوري محمد الحاج المعروف بـ»أبو عضل» على قبر ح. ز. ، وما تبعه من مظاهر ابتهاج واحتفال بالثأر المُترافق مع اعلان أفراد من عائلة ز. من خلال وسائل التواصل الإجتماعي، الأخذ بثأر ولدهم من «أبو عضل»، وفق عادة «الثأر» عند عشائر بعلبك – الهرمل.
على رغم رفض عائلة ح. ز. تبني الجريمة، يظهر مدى انزلاق المنطقة إلى «أتون إرث العشائر المرّ»، مع منطق الثأر العشائري الذي لا يزال يتحكم بعادات العشائر في هذه المنطقة التي تعرف بـ»عرين العشائر»، كحال غيرها في باقي المناطق اللبنانية.

تحت عنوان «الأخذ بالثأر» جرائم كثيرة لا تزال تتصدر المشهد الأمني، في ظاهرة منسحبة على العشائر والمجتمع البعلبكي من دون أن يسلم منها أحد، لتكون المنطقة أمام واقع أمني متأرجح بين وضع اقتصادي صعب، وظاهرة يرفضها العقلاء من العشائر نفسها والأهالي، خصوصا ان الثأر لم تسلم منه القوى الأمنية وطاول عدداً من عناصرها، ودفعت كلفة باهظة خلال تنفيذها الأوامر وتطبيق القوانين.

في 20 شباط تم اختطاف الشيخ أحمد الرفاعي في طرابلس وفي 25 شباط وجد مقتولاً ليدفن في بلدته القرقف العكارية.

في 23 شباط وجدت ثلاث قذائف صاروخية غير مجهزة بجانب كنيسة بلدة طليا  ، المجاورة لبلدة حورتعلا، والتي اعتبرت رسالة واضحة إلى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ردا على ما جاء في عظة الأحد الماضي، أنه «لا يمكن لمنطقة محافظة بعلبك-الهرمل أن تظلّ خارج دائرة الأمن اللبنانيّ، ومحميّة من النافذين بسلاحهم وأحزابهم وسلطتهم»، في معرض تعزيته بشهداء الجيش في عملية حورتعلا.
في 16 شباط استشهد كلّ من الرّقيب الشهيد بول أنطوان الجردي، الرقيب الشهيد جورج فيليب أبو شعيا، والمعاون أول الشهيد حسن خليل شريف بعد تعرضهم لإطلاق نار أثناء اشتباكات مع مطلوبين في بلدة حورتعلا ـــ البقاع.
في 25 شباط ، وقغت جريمة مرعبة في داريا الشوف رجل خنق زوجته وطفله ثمّ انتحر!.
في 25 شباط، استشهد الرقيب في مفرزة استقصاء بيروت في قوى الأمن الداخلي سماح عاصم حسام الدين، خلال ملاحقته المدعو ش.ع. بعد رصده خلال إقدامه على القيام بأعمال سرقة، وقد تم توقيف الفاعل».

في 26 شباط أقدم مسلّحون على خطف الشاب  ميشال إيلي مخّول، من سيارته مرسيدس G Class، وذلك في منطقة أعالي كسارة في #زحلة، المعروفة بطلعة سوبر جوس.
هذه عيّنة من أسبوع أمني في لبنان تمّ تتويجه فجر الأحد بوضع «جثة على قبر الضحية» في مشهد مستعاد من زمن الجاهلية.