ارتفعت حصيلة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، الاثنين، إلى أكثر من 3800 قتيل، علما أنه أحد الزلازل الأكثر عنفا منذ نحو قرن، إذ بلغت قوته 7.8 درجة ليسوي بنايات سكنية بالأرض ويشيع المزيد من الدمار في مدن سورية مزقتها سنوات الحرب.
وكان الزلزال الذي وقع قبل طلوع الشمس هو الأسوأ الذي تشهده تركيا خلال القرن الجاري، وتلاه زلزال آخر كبير عند الظهيرة بقوة 7.7 درجة.
وقال السوري عبد السلام المحمود من بلدة الأتارب في حلب إنه شعر وكأنها «نهاية العالم».
وقالت امرأة أصيبت بكسر في الذراع وجروح في وجهها وهي في سيارة إسعاف قرب حطام بناية مؤلفة من سبعة طوابق كانت تعيش فيها في ديار بكر في جنوب شرق تركيا «كنا نهتز كما يهتز مهد طفل رضيع. كان هناك تسعة منا في المنزل، اثنان من أولادي لا يزالان تحت الأنقاض… أنا في انتظارهما».
زلازل تركيا
وقالت هيئة إدارة الكوارث التركية إن عدد القتلى في البلاد بلغ 2379 قتيلًا في حين بلغ عدد المصابين 14483. وقُتل ما لا يقل عن 1440 شخص في سوريا، وفقا لأرقام حكومة دمشق وعمال الإنقاذ في شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليها المعارضة.
وأعاق ضعف شبكة الإنترنت وتضرر الطرق التي تربط بين بعض المدن الأكثر نكبة بالزلزال في جنوب تركيا الذي يقطنه الملايين، جهود تقييم حجم الخسائر.
ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في بعض المناطق إلى ما يقرب من درجة التجمد خلال الليل، مما يؤدي إلى تدهور ظروف المحاصرين تحت الأنقاض أو الذين تُركوا بلا مأوى. وكانت الأمطار تسقط اليوم الاثنين بعد أن اجتاحت العواصف الثلجية البلاد في مطلع الأسبوع.
«لم يخرج أي منهم»
في مدينة جنديرس الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بمحافظة حلب السورية، تحولت بناية متعددة الطوابق إلى كومة من الخرسانة وقضبان الحديد والملابس المتناثرة في كل مكان. وقال شاب نحيل عيناه شاخصتان من الصدمة ويده مربوطة بضمادة «كانت هناك 12 أسرة تحتها. لم يخرج أي منهم.. ولا واحد».
ووصف رائد الصالح مدير منظمة الخوذ البيضاء السورية جهودهم بأنها «سباق مع الزمن لإنقاذ أرواح المحاصرين تحت الأنقاض». والخوذ البيضاء هي منظمة إغاثة في مناطق تسيطر عليها المعارضة وعُرف عن أفرادها إنقاذ من يعلقون تحت أنقاض البنايات التي تنهار في ضربات جوية.
وأفادت متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في شمال غرب سوريا أنه من المتوقع زيادة عدد القتلى في المنطقة.
وقالت المتحدثة ماديفي سون سوون «تعاملنا مع ظواهر جوية وعواصف ثلجية لكن لا شيء بحجم زلزال بهذه القوة. ما هو إلا إضافة إلى كل أشكال المعاناة».
وفي مدينة حماة التي تسيطر عليها الحكومة السورية، رأى صحفي من «رويترز» طفلا يبدو أنه قد فارق الحياة يتم انتشاله من بين أنقاض أحد المباني.
وعرض التلفزيون السوري الرسمي لقطات لفرق الإنقاذ وهي تبحث عن ناجين تحت الأمطار الغزيرة والصقيع. وقالت الرئاسة السورية إن الرئيس بشار الأسد عقد اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء للاطلاع على حجم الأضرار ومناقشة الخطوات المقبلة.
دمشق تناشد
وقال شهود إن سكان دمشق ومدينتي بيروت وطرابلس اللبنانيتين ركضوا إلى الشارع واستقلوا سياراتهم للابتعاد عن المباني خوفا من الانهيار.
وقال إردوغان إن 45 دولة عرضت المساعدة في جهود البحث والإنقاذ.
وأذاعت إدارة الكوارث والطوارئ التركية لقطات تظهر أحد رجال الإنقاذ وهو يزحف داخل مبنى منهار في مدينة ملاطية في محاولة لرصد مكان أحد الناجين المحاصرين تحت الأنقاض.
وسُمع رجل الإنقاذ وهو يقول «ما هو اللون الذي ترتديه؟ هل ترتدي اللون الوردي؟ من فضلك اعتني بنفسك في الوقت الحالي، لا أستطيع رؤية أي شيء آخر».