الكاتب والباحث: منير الحردول -المملكة المغربية-
أمام تزايد منسوب ثقافة التذمر والاحتجاج..ثقافة العدمية والنظر والإمعان فقط في النصف الفارغ من الكأس..ثقافة التبخيس والأنانية والرغبة في استمرار الاستعلاء على من بحولك وكفى..الثقافات الناخرة للوجدان الصافي..الثقافة تكبح الإبداع..الثقافة التي تمنح وتعطي للفطريات متسعا وجالا للتكاثر واستغلال الفراغ بغية استمرارية الذاتية وكفى..لذا، ومهما بلغت درجة التيئيس من الحياة بشكل عام فستزل شفافية التواصل..شفافية الوضوح مع الجميع..شفافية الإنصات العميق للكل..شفافية التواصل الأفقي الدائم..عي المسار الصحيح لتخطي جل الإكراهات المقرونة بصعوبة الحياة وعوارضها المبهمة في بعض الأحيان..فلا يعقل أن تفتح الطريق في وجه الانتهازية..لا يعقل أن تستمر العرقلة للمشاريع والأفكار في العالم العربي بشكل خاص، فقط لمجرد أن تبقى أنت السائد والسيد وكفى..أتركوا الإخلاص ينظر للأمام..أتركوا الأمل يدب في نفوس الجميع..أتركوا الحياة لمن يرغب في أن تعم السعادة الكل..فيا أمل كان الله في عونك من انتهازية العرقلة وعدمية التبخيس..أتركوا بارقة الامل..فالحياة كلها أمل!!!!
هذا من زاوية، ومن زاوية أخرى، فلحد الآن، لا زلنا لم نستوعب بعد ثقافة الخلاف والاختلاف.في كثير من المواقف والقرارت والرؤى..إذ يخشى المرء قول عبارة أوكلمة “لا” وسط تيار يشكل أغلبية أوجماعة مندفعة أو موهومة بأنها تملك الحقيقة..وأكبر ديل على ذلك، هي الأساليب القمعية الديكتاتورية التي تعطي لنفسها إصدار أحكام القيمة..فعندما يستند الإنسان إلى قراءاته الخاصة ويخالف بعض المواقف التي يراها لا تتناسب مع مرحلة ما..يتهم بالخيانة والانتهازية والذاتية والخروج عن المألوف وهكذا..فغريب أمر من ينادي بالديمقراطية واحترام حرية التعبير..وبمجرد مخالفة توجهاته يهاجم الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير..فبئسا لثقافة غير متعايشة مع الخلاف والاختلاف!!