أنطوان القزي

كان الجندي الايرلندي الشاب شون روني يخطّط للزواج من خطيبته هولي ماكونيلوغ ( الصورة)، واختار الالتحاق بجنود حفظ السلام في لبنان ليدّخر بعض المال لإكمال عرسه، لكنه عاد عريساً محمولاً الى بلاده لأنهم عاقبوه في العاقبية الواقعة بين صور وصيدا.
عندما جاء رون الى لبنان كان مسروراً ومغتبطاً ليس لينال من أهل الجنوب أو يشي بهم بل ليأتمر بما تقرره الأمم المتحدة من خلال ما تريده الدولة اللبنانية.
لماذا عوقب رون في العاقبية؟ّ
ففي 31 أب أغسطس الماضي، أصدر مجلس الأمن القرار الرقم 2650، وجاء فيه: «بناءً على طلب من الحكومة اللبنانية، مدّد مجلس الأمن الدولي اليوم ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لسنة أخرى، بعدما تبنّى القرار 2650».
لكن التمديد لم يمرّ بسلاسة في أوساط «حزب الله» اللبناني، الذي اعترض على ما ورد في القرار بأن «يونيفيل لا تحتاج إلى إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة إليها»، مضيفاً: «يُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل». ودعا الأطراف إلى «ضمان حرية حركة يونيفيل بما في ذلك السماح بتسيير الدوريات المعلنة وغير المعلن عنها».
ولم تتوقف أوساط «حزب الله» عند الاعتراض، إذ هاجم الوكيل الشرعي للمرشد الإيراني علي خامنئي في لبنان محمد يزبك، التعديلات، قائلاً: «أين المسؤولين عن قرار مجلس الأمن بإعطاء القوات الدولية في الجنوب حرية الحركة»، معتبراً أن هذا «تطوراً خطيراً يحوّل القوات إلى قوات احتلال».
منذ التعديل الأخير لعمل اليونيفل بدأت دورياتها في الجنوب تتحرّك بحذر، لأنها أدركت من نظرات السكان اليها أن الوضع ليس على ما يرام.
إذن مقتل الجندي الايرلندي كما يقول وزير الداخلية بسام مولوي ليس صدفة بل هو جريمة لأن الدورية الدولية أوقفت مرتين؟!. أوربما ضلّ أحد ثوار الزباتا في المكسيك طريقه
الى شاطئ العاقبية وظنّ ان شاحنة الامم المتحدة هي للجيش المكسيكي، لا تتعجبوا، فالكون اصبح قرية صغيرة ولبنان هو جزء من هذا الكون.. إذن عليكم جميعاً ان تلزموا الصمت وتنتظروا التحقيقات التي انتظرتم مثلها طيلة ثلاثين عاماً ولم تصلوا الى نتيجة وإياكم ان تستبقوا التحقيقات؟!.
يقولون: «ربما قضاء وقدر» فالقضاء والقدر إذا سلّمنا بذلك يكون برصاصة واحدة واذا «زوّدها» القضاء والقدر يكون هناك رصاصتان.. أمأ إطلاق سبع أو تسع رصاصات فهذا عمل مقصود عن سابق تصوّر وتصميم.. ورغم ذلك،..سنلتحق بأكثر الناس اتزاناً وحكمة وننتظر التحقيق.. فربما تسلّل أحد عناصر الجنجاويد من السودان الى جنوب لبنان واغتال الجندي الايرلندي؟!.

منذ اسبوعين قدمت قوات حفظ السلام الإسبانية التابعة لليونيفيل مجموعة من معدات مكافحة الحرائق إلى أربعة مراكز للدفاع المدني اللبناني في قرى وبلدات مرجعيون.
وقبل أسابيع قامت الكتيبة الهندية بتقديم خدمات بيطرية في منطقة عملها، وتزامناً أقامت الكتيبة الايرلندية دورات خياطة وكمبيوتر للبلدات والقرى داخل نطاق عملها أيضاً.
وبشهادة أهل الجنوب، فإن اليونيفيل حوّلته الى بقعة تضجّ فيها الحياة..
ويوم الأربعاء الماضي ، عوقب شون روني في العاقبية وحُرم من الحياة؟!.