نشرت أستراليا بيانا جماعيا مصورا تنتقد فيه سجل قطر في مجال حقوق الإنسان، ليصبح فريقها أول فريق في كأس العالم 2022 يتخذ تلك الخطوة.
وانتقدت الرسالة المصورة بالفيديو معاملة الدولة المضيفة لكأس العالم العمال الوافدين وأفراد مجتمع الميم.
كما أصدر اتحاد كرة القدم الأسترالي بيانا قال فيه إن «المعاناة» التي يشعر بها العمال الوافدون وأسرهم بسبب البطولة «لا يمكن تجاهلها».
وتشارك أستراليا في البطولة التي تنطلق يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في قطر.
ويدعو الفيديو، الذي ضم 16 لاعبا، إلى ما وصفه بـ «علاج فعّال» لقضايا العمال الوافدين وإلغاء تجريم العلاقات المثلية.
وضمت قائمة اللاعبين الأستراليين الستة عشر المشاركين في الفيديو قائد الفريق مات رايان، ومدافع نادي سندرلاند، بايلي رايت، وكاي راوليز من فريق هارتس، ورئيس اتحاد اللاعبين المحترفين في أستراليا، وأليكس ويلكينسون، الذي مثّل المنتخب الأسترالي آخر مرة في عام 2015.
صدر الصورة،GETTY IMAGES
وقال اللاعبون: «معالجة هذه القضايا ليست بالأمر السهل، ولا نملك كل الإجابات».
وأضافوا :»نحن ندعم اتحاد اللاعبين المحترفين في أستراليا، والرابطة الدولية لعمال البناء وعمال الأخشاب، والاتحاد الدولي لنقابات العمال، ونسعى إلى ترسيخ إصلاحات وإرساء إرث دائم في قطر».
وقال اللاعبون: «لابد أن يشمل ذلك إنشاء مركز موارد لدعم العمال الوافدين، وتوفير علاج فعّال لمن حُرموا من حقوقهم، وإلغاء تجريم جميع العلاقات المثلية».
وأضافوا: «إنها الحقوق الأساسية التي ينبغي توافرها للجميع، وهي تكفل استمرار مسيرة التقدم في قطر وإرث يتجاوز صافرة انتهاء كأس العالم لكرة القدم عام 2022».
وأشاد اللاعبون في الرسالة باتخاذ بعض الإصلاحات مثل إلغاء نظام «الكفالة»، الذي كان يمنح أصحاب العمل حق سحب جوازات سفر العمال ومنعهم من مغادرة البلاد، بيد أنهم قالوا إن هذه الإصلاحات طُبقت بطريقة غير مناسبة وليست كافية.
وأشار البيان الصادر من اتحاد كرة القدم الأسترالي أيضا إلى قوانين قطر المتعلقة بعلاقات المثليين والمثليات ومزدوجي الميول الجنسية والعابرين جنسيا، إذ يمكن أن يقضي القانون في قطر بعقوبة الإعدام على ممارسة المثلية الجنسية، مع انتقاد تصريحات وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، التي دعا فيها إلى ضرورة أن يتحلى المشجعون المثليون الذين سيحضرون البطولة بقدر من «المرونة والحلول الوسط».
وكان اللاعب جوشوا كافالوا، المدافع الأسترالي في نادي آديلايد يونايتد، والذي لعب لمنتخب أستراليا تحت عشرين عاما، أول لاعب كرة قدم محترف في الدوري الممتاز يصرح علانية أنه مثلي الجنس.
وقال البيان «بوصفها (كرة القدم) أكثر رياضة متعددة ثقافيا وأكثر الرياضات تنوعا وشمولية في بلادنا، نعتقد أنه لابد أن يكون في مقدور كل شخص أن يشعر بالأمان وأن يكون على طبيعته الحقيقية».
وأضاف: «بينما نعرب عن تقديرنا لأعلى مستويات التأكيد التي قدمها صاحب السمو أمير دولة قطر ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بالترحيب الآمن بمشجعي مجتمع الميم في قطر، نأمل أن يستمر هذا الانفتاح إلى ما بعد البطولة».
وقال بيتر تاتشل، الناشط البريطاني المدافع عن حقوق المثليين، والذي مُنع من التظاهر في العاصمة الدوحة يوم الثلاثاء: «نجوم كرة القدم الأستراليون يمهدون الطريق. أشيد ببيانهم الداعم لحقوق الإنسان للمثليين والعمال الوافدين».
وأضاف: «آمل أن يحذو كل فريق وطني آخر حذوهم، وأن يخصص جميع قادة الفرق 30 ثانية خلال كل مؤتمر صحفي بعد المباراة لتأكيد التزامهم بحقوق المثليين وحقوق المرأة والعمال الوافدين».
وتعد هذه واحدة من أبرز مظاهرات الانتقاد التي وجهها فريق مشارك في المونديال، لا سيما بعد أن وُجهت انتقادات شديدة لقرار إقامة البطولة في قطر منذ إعلان الفيفا في عام 2010.
وكانت منظمات حقوق الإنسان قد اشتكت من معاملة قطر للعمال الوافدين وعدد الوفيات بها.
وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية، في فبراير/شباط عام 2021، إن 6500 عامل وافد من الهند وباكستان ونيبال وبنغلاديش وسريلانكا لقوا حتفهم في قطر منذ فوزها باستضافة كأس العالم.
واستند الرقم المعلن إلى بيانات أتاحتها سفارات الدول في قطر.
وعلى الرغم من ذلك قالت الحكومة القطرية إن عدد الوفيات الإجمالي مضلل، لأنه لم تكن جميع الوفيات المسجلة لأشخاص يعملون في مشاريع ذات صلة بكأس العالم.
وقالت الحكومة إن سجلات الحوادث الخاصة بها أظهرت أنه خلال الفترة بين عامي 2014 و2020، سُجلت 37 حالة وفاة بين العمال في مواقع بناء ملاعب بطولة كأس العالم، ثلاثة منها فقط كانت «مرتبطة بالعمل».
وتلعب أستراليا في المجموعة الرابعة التي تضم بطلة العالم فرنسا والدنمارك وتونس.
وكانت الدنمارك، المنافسة في نفس المجموعة، قد اعترضت على انتهاكات حقوق الإنسان في قطر من خلال قرار ارتداء لاعبي فريقها القمصان «الباهتة» في كأس العالم.
كما سيرتدي لاعبون من تسع دول أوروبية، بما في ذلك إنجلترا، شارات تحمل عبارة «حب واحد» احتجاجا على قوانين قطر المتعلقة بتجريم العلاقات المثلية.