بقلم هاني الترك
By Hani Elturk OAM
إذاعة تبث ثقافة
في عصر إنفجار المعلومات أصبح العالم قرية صغيرة تعج بمعلومات.. وتتسابق المصادر الإعلامية في بثها أجهزة التلفزة عديدة.. والقنوات الفضائية كثيرة.. ومواقع التواصل الإجتماعي لا حد لها.. والإذاعات كثيرة.. حتى أصبحت جميعها مصادر للثقافة وليس للأخبار والمعلومات بحسْب.. من أهم هذه المصادر في استراليا إذاعة إس بي إس عربي 24.. التي تسهم في الشكل الرئيسي في تثقيف أبناء الجالية بالثقافة الاسترالية.. من أجل تسهيل عملية تأقلمهم وإندماجهم وإستقرارهم في استراليا.. وخصوصاً بالنسبة الذين يفتقرون الى اللغة الإنكليزية.
فهي إذاعة جامعة شاملة.. معرفية ومعلوماتية وإخبارية.. والأهم من هذا ثقافية.
فإنني أتابع إس بي إس منذ تأسيسها عام 1975.. وتطورت عبر تاريخها لتصبح أهم مصدر ثقافي.. يعمل فيه إعلاميون كفؤون.. في ظل إدارة أكفأ إذاعية شهدتها الجالية العربية سيلفا مزهر.. حتى أنني (حزنت) على تعيينها مديرة لأنني كنت أريدها أن تظل إذاعية لنستمتع بأدائها.
أنا كإعلامي متخصص في الشؤون الاسترالية.. أتابعها عن كثب وأستمع دائماً لبرامجها.. أرتاح لصوت المذيعة إيمان ريمان.. وأثني على آداء بترا طوق الهندي وفارس حسن.. مع تقديري للمذيعين الآخرين.. فإن إذاعة إس بي إس عربي 24 جوهرة الإذاعات التي أصبحت ظاهرة ثقافية استرالية للجالية العربية.
بعد رحيل الملكة وبهدوء
بعد ان ووريت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية الثرى.. وبعد تأبين تاريخي.. من المتوقع إقامة حفل كبير لتتويج الملك تشارلز.. وبعد الحداد الاسترالي الرسمي.. دعونا نناقش بهدوء مستقبل استراليا مع المملكة المتحدة.. فنحن كأستراليين لنا الحق ان نعلل لماذا يجب ان تتحول استراليا الى جمهورية.
إليكم هذه الوقائع من التاريخ الاسترالي البريطاني:
حينما إحتفلت استراليا بالأنزاك عام 2010 وكانت برايس كوينتن حاكماً عاماً.. لم تقدم الملكة إليزابيث رسالة الى استراليا المحتفلة بذكرى الأنزاك في غاليبولي أو حتى بكلمة عزاء تذكراً لسقوط القتلى الاستراليين او حتى كلمة شكر لاستراليا.
فقد فقدت استراليا عشرات الآلاف من جنودها دفاعا عن العالم الحر.. وفي مقدمتها بريطانيا: وقد ضحت استراليا كثيرا لبريطانيا من خلال ولائها لبريطانيا حتى ان العلم الاسترالي يضم العلم البريطاني (يونيون جاك) ويجب تغييره ليعبر عن الروح الوطنية الاسترالية.
فقد سببت بريطانيا المشاكل الكثيرة لاستراليا عبر تاريخها.. وعلى سبيل المثال فإن رئيس الوزراء الاسترالي الأسبق جون كيرتن طلب من تشرتشل وقت الحرب العالمية الثانية سحب القوات الاسترالية من الشرق الأوسط.. من اجل حماية استراليا من الغزو الياباني.. ولكن تشرتشل رفض طلب كيرتن.
وكذلك ان الدستور الاسترالي ينص على ان رأس الدولة الاسترالية هي الملكة.. والآن حان الوقت لتتحول استراليا الى جمهورية استراليا الحرة.
فإن الملك تشارلز غير أهل ان يكون رئيساً قيادياً مثل والدته الملكة الراحلة.. فهو سريع الغضب.. وكان ذلك اهم سبب لتدهور العلاقات مع الأميرة الراحلة ديانا.. وبصراحة يجب ان تتحول استراليا الى جمهورية حتما بعد وفاة الملكة إليزابيث.
إحتمال الحرب العالمية الثالثة
إن تصريح الديكتاتور بوتين بإستخدام الاسلحة النووية في أوكرانيا هو تصريح غير مسؤول ومتهور إذ قال انه ليس خدعة.
وتهديد الصين بإسترجاع تايوان بالقوة العسكرية قد يؤدي الى مواجهات حربية بين الغرب والصين.
إن الدول العظمى منقسمة الى معسكرين.. الأول هو الغرب بقيادة الولايات المتحدة والمعسكر الثاني هو روسيا والصين.
واحتمال نشوب حرب ثالثة في المستقبل وارد.. وتنتظر الصين نتائج الحرب بين روسيا واوكرانيا لتنقض على تايوان.
وإذا نشبت الحرب العالمية الثالثة لا قدر الله.. ستكون مدمرة للبشرية.. والمنتصر فيها الدولة التي تتقدم في التكنولوجيا الالكترونية.. سيكون احد عوامل حسمها.. الى صالح الولايات المتحدة المتقدمة عن العالم في هذا المجال.
لهذا نأمل عدم إقدام بوتين على إستعمال الاسلحة النووية.. فهو المتهم بالجنون من قبل وسائل الإعلام.. ولننتظر لنرى ما هي الخطوة القادمة لبوتين.
صدفة نادرة جداً
أميل الى نقل الصدف النادرة جداً ويشبه حدوثها أكثر من درجة الصفر بالمئة بقليل.. وهذه إحداها:
بينما كانت ريبيكا أندروود جالسة على موقف الباص.. إنتظاراً لوصول الباص.. كانت بجانبها إمرأة تقرأ كتاب يحمل عنوان:
The Middle of Nowhere.. وهو عن السيرة الذاتية لمؤلفته تيري أندروود، تيري هي أم ريبيكا.. نظرت ريبيكا الى صفحة الكتاب التي وصلت إليها القارئة.. ووجدتها نفس الصفحة التي تتحدث عن ريبيكا حين كان عمرها سبع سنوات.. التي فقدت طريقها في المقاطعة الشمالية.
هنا تدخلت ريبيكا وقدمت نفسها للقارئة.. وأخذت تسرد لها قصتها بدلاً من أن تقرأها من الكتاب.