من الشاعر نجيب داود ـ سدني استراليا
عضو ملتقى قادة الإعلام العربي
إن الراحل الغالي على القلوب المرحوم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان هو علمٌ من أعلام الإنسانية وتاج على رأس الكرم والكرامة ووسام على صدر الدوام، تاريخه مرصّع بالأمجاد ومسكوب بأحرفٍ ذهبية، طوته الأرض لتفتح له أبواب الجنة لدى الرحمن الرحيم بين جماعة الأبرار ورهط الصالحين.
ولكن قد أعاض الله علينا بالرئيس محمد بن زايد آل نهيان. وهو الطود الشامخ الصامد على قمم التاريخ وقد أخذ مزاياه من الأب الكريم زايد الخير آل نهيان وصار رمزاً للقيم العربية الأصيلة وهو من خميرة العروبة والإسلام. محمد بن زايد آل نهيان الخميرة الصالحة من معجن العائلة التاريخية معقل الأمجاد والشمائل والكرامات.
طيَّب الله ثراك يا رئيس دولة الإمارات السابق وأفاض عليك غيثَ الرحمات وشآبيب البركات وقد عوّض الله علينا بمجيء شقيقكم محمد بن زايد آل نهيان، خير خلف لخير سلف والله وحده هو نعم الوكيل وولي التوفيق.
نبكيكَ في الأرضِ وفي العلياءِ
من جرحِ قلبٍ زادَ في النهداءِ
نبكيكَ والتاريخُ يبكي خليفةً
يا مزينَ التيجانِ والأسماءِ
نبكيكَ مع دمعِ الخليجِ تأوّهاً
وزوارقُ الحزنِ بلا الميناءِ
نبكيكَ والتذكارُ يعصفُ باكياً
ماءُ الخليجِ يئنُّ في الأنواءِ
نبكيكَ والأزهارُ تبكي عبيرَها
أنتَ الكبيرُ في كلِّ ذي الأرجاءِ
نبكيكَ والأجيالُ تبكي زعيمَها
تبكي الخليفةَ حاضنَ الفقراءِ
نبكيكَ والأمراءُ تبكي شيخَها
نبكي الخليفةَ خيرةَ الآباءِ
لو كانت الدمعاتُ تُحيي مائتاً
لجعلتُ نعشَكَ من صبيب بكائي
أبكيكَ لكنَّ محمدَ ذاتَهُ
فيهِ العزاءُ لشعبِهِ وعزائي
من ذا يصدّقُ أنك أنتَ مائتٌ
يا مَن زرعتَ الروح في الأشلاءِ
وزايدُ الخيرِ أبوكَ منورٌ
وخليفةٌ أنتَ بذي الأضواءِ
لا لم تمتْ والنورُ فيكَ ساطعٌ
والنورُ لا يُخفى مع الأفياءِ
وزايدُ الخيرِ يزيدُ تألقاً
التاريخُ فيهِ منارةُ الإيحاءِ
ويظلُّ طيفُهُ في الكواكب ساهراً
وبروحِهِ المعطاءِ والسمحاءِ
الحقُّ أنتَ خالدٌ بقلوبنا
ذكراكَ للمجروحِ خيرُ دواءِ
أبكيكَ من جرحِ الفؤادِ مردداً
لا جفَّ دمعي ولن يكفَّ بكائي
وشقيقُك المفضالُ باتَ محمداً
ويكون فيهِ كلُّ طيب عزائي