أنطوان القزي

في العاشر من شهر آذار مارس الجاري توفيت في ملبورن السناتورة الغمالية كمبرلي كيتشينغ غلى أثر أزمة قلبية مفاجئة، ليتبيّن غداة وفاتها أنها كانت عرضة للتنمّر من زملائها في حزب العمال، حتى أن نائب زعيم المعارضة ريتشارد مارلز حوّل مؤتمره الصحافي في تازمانيا الأسبوغ الماضي الى سجال حاد مع الصحافيين بسبب تهرّبه عدّة مّرات من الإجابة على أسئلتهم حول هذا الموضوع، لتكتب صحيفة الأستراليان في اليوم التالي أن كيتشينغ كانت تتعرّض للتنمّر من زملائها في مجلس الشيوخ وخاصة من زميلاتها القويات (كاتي غالاغار وكريستينا كينيللي وبيتي وونع) اللواتي وصفتهن جريدة «الأستراليان» باللئيمات.
في الأيام الأخيرة، خضعت السناتورة وونغ للتدقيق بشأن سلوكها مع السيناتورة المتوفاة كيمبرلي كيتشنغ. ورغم نفيها بعض المزاعم، لكنها اعترفت بإدلائها بتعليق غير لائق بشأن عدم إنجاب كيتشنغ.
في اليوم التالي، حصل سجال بين السناتورة الأحرارية سارة هندرسون والسناتورة العمالية بيتي وونغ ( الصورة) بعدما أرسل محامو وونغ رسالة تخويف وتهديد لهندرسون وطالبوها بإزالة تغريدة لأنها «تثير الافتراضات التشهيرية بأن السناتورة وونغ تكره النساء وتشجع على الإساءة المنهجية».
في 16 شباط فبراير الماضي، عثرت السلطات الأسترالية على جثة الطفلة ماتيلدا روزوارن (15 عاماً) قرب منزلها في باتهرست، التي تبيّن أنها ماتت منتحرة.
كانت ماتيلدا ضحية تنمّر وإزعاج لحوالي العام من المتنمرين على منصة سنابشات وقال عم الفتاة (سام ماسون) إن المتنمرين لم يكتفوا بمضايقاتهم المشينة التي أدت لوفاتها، بل سخروا من انتحارها أيضاً.
تذكّرت وأنا أقرأ هذه الأخبار زعيمي المعارضة الأحراريين السابقين في نيو ساوث ويلز: بيتر كولينز 1995-1998 وجون بروغدن 2002-2005 اللذين تنمّرا في مناسبات عامة على هيلين زوجة رئيس حكومة نيوساوث ويلز السابق بوب كار وقالوا أنه استوردها بالعلبة من بلادها وأنها لا تنجب الأولاد.. وهذا التصريح كان وراء سقوط بيتر كولينز ما حرمه من الوصول الى رئاسة الحكومة.
يوم الخميس ، اعترف زعيم المعارضة الفيدرالية أنطوني ألبانيزي أن حزب العمال بحاجة الى إعادة النظر بثقافته الحزبية .. على أمل أن يلاقيه قريباً جون موريسون..
حتى لا تبقى “سوسة” التنمّر “تنخر” المجتمع من أعلى الى أسفل.
بين عمليات التحرّش والتنمّر والإغتصاب في البرلمانات الأسترالية، نحن لسنا بخير؟!.