أنطوان القزي
في وقت بدأ يذوب الجليد في العلاقات اللبنانية- الجليجية مع كلام عن اقتراب عودة السفير السعودي وليد البخاري الى بيروت. وفي انتظار مزيد من التطورات الإيجابية التي ترتبط بحرص متجدد لدى فرنسا والسعودية على منع انزلاق لبنان نحو متاهات إضافية خطيرة من الانهيار، كانت المفارقة الاشد اثارة للاستغراب هي التي واكبت هذا التطور، فبرزت في المواقف السياسية اللافتة التي اطلقها الثلاثاء رئيس الجمهورية ميشال
عون من روما غداة لقائه البابا فرنسيس واجتماعه مع الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا ولا سيما منها دفاعه عن «حزب الله» وتبرئته لسلاح الحزب وممارساته من أي تدخل او تأثير داخلي وحصر وظيفته بمقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير الجنوب. اذ ان هذا الموقف بدا بمثابة اثبات للشكوك التي أثيرت حول اهداف زيارة عون للفاتيكان في هذا التوقيت ومنها التطوع مجددا للتغطية على «حزب الله» وسلاحه وسياساته وتوفير التغطية الرسمية المسيحية له على خلفية التحالف معه قبيل الانتخابات النيابية كما ضمن اهداف العهد وتياره حيال الاستحقاق الرئاسي المقبل.
فقد اعتبر عون في حديث الى صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية ان «موقف حزب الله في الداخل اللبناني مختلف بصورة كاملة عن نظرته الى الخارج». وقال «ليس لحزب الله من تأثير، بأي طريقة، على الواقع الامني للبنانيين في الداخل. اما بالنسبة الى الحدود الجنوبية فالتعاون قائم بين الجيش وقوات «اليونيفيل». ان حزب الله، حزب يملك السلاح وهو قام بتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي، وهو مكون من لبنانيين من الجنوب عانوا من الاحتلال الاسرائيلي، ومقاومة الاحتلال ليست إرهابا». .. انتهى الخبر
ربما لم يخبروا رئيس الجمهورية ماذا جاء يفعل وفيق صفا رئيس وحدة الإرتباط في «حزب الله» في قصر العدل عندما هزّ العصا طالباً «قلع» طارق البيطار من مسؤولية التحقيق في قضية انفجار المرفأ؟!.
وربما لم يعرف الرئيس ماذا حصل في الطيونة في الشوارع الداخلية، ربما كانت كهرباء صهره مقطوعة يومها فحرموه من «الأكشن».
ومن الصدف الغريبة أنه أثناء تطوّع الرئيس في الدفاع عن «حزب الله» في روما ، في ذات اليوم وفي ذات اللحظة كان يحصل مشهد من مشاهد الإستقواء بالسلاح على طريق لاسا ميروبا عندما تعرّض «ميروبيون» للتهديد بالسلاح الظاهر لأن أحدهم أحبّ «أن يغنّي موالاً» على حساب أعصاب الناس…
رئيسنا محام ممتاز إلا عن الشعب؟!.