أنطوان القزي
أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون أوكراني أصبحوا لا جئين، و»الحبل عالجرار»، ولكن الحرب ليست قصفاً وقتلاً واجتياحاً وحسب، وهناك مشاهد إنسانية واجتماعية، يمرّ عليها الإعلام مرور الكرام، نختار منها أربعة:
تحت عنوان الرقصة الأخيرة قرأنا ما يلي:
أعادت مشاهد الطوابير أمام سلسلة مطاعم «ماكدونالدز» الأميركية في روسيا، ذكريات حول الطوابير التي اصطفت في العام 1990 لتذوق وجباتها للمرة الأولى.
لكن هذه المرة تجمع الروس لتوديع ماكدونالدز وتناول وجبة أخيرة قبل إقفاله نتيجة القرارات بالانسحاب من البلاد ردا على العملية العسكرية في أوكرانيا..
وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي توثق طوابير الروس قبل الإغلاق النهائي
والمشهد الثاني يتحدث اقتحام ثلاثة رجال فيلا زوج ابنة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سابقا المطلة على الساحل الفرنسي للمحيط الأطلسي، وذلك احتجاجا على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
.واقتحم الثلاثة فيلا «ألتا ميرا» في بياريتز والتي يتردد أنها خاصة بكيريل شامالوف، الزوج السابق لابنة بوتين.
وأظهر مقطع مصور للاحتجاج أحد الرجال الثلاثة وهو يلوح بالعلم الأوكراني على شرفة الفيلا.
ويتحدّث المشهد الثالث عن شابة أوكرانية تعرّضت للاغتصاب على متن فندق عائم على ضفة نهر الراين في مدينة دوسلدورف الألمانية.
ووفقا للبيانات، فإن المشتبه بهما يبلغ عمرهما 26 و 37 عاما، ولم تتضح بعد جنسيتهما.
أما المشهد الرابع، فبطله نائب برازيلي «الصورة الثانية»، يدعى آرثر دو فال، عضو البرلمان عن ساو باولو ، قام برحلة استمرت ثلاثة أيام إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي، كان من المفترض فيها أن يرفع الوعي المجتمعي حول حجم المآسي الإنسانية التي يتكبدها الأوكرانيون بسبب حرب فلاديمير بوتين عليهم.
ونشر دو فال البالغ من العمر 35 عامًا، صورةً له محاطًا بصناديق الزجاجات التي تستخدم لصنع قنابل المولوتوف الحارقة في مدينة أوزهورود الحدودية.
لكن سرعان ما تحطمت هذه الأهداف النبيلة يوم الجمعة الفائت، عندما نشرت وسائل الإعلام البرازيلية رسائل صوتية مسربة تحدث فيها دو فال بعبارات مسيئة للغاية عن اللاجئات الأوكرانيات.
ونقلت الصحيفة البريطانية الترجمة الإنكليزية لمضمون أحد التسجيلات الصوتية المسربة، حيث قال السياسي البرازيلي: «لقد عبرت للتو الحدود سيرًا على الأقدام بين أوكرانيا وسلوفاكيا. يا أخي، أقسم لك.. لم أر أبدًا شيئًا كهذا لجهة الفتيات الجميلات”.
وتابع: «طابور اللاجئين.. يبلغ طوله 200 متر أو أكثر عبارة عن مجموعة من الجميلات.. إنه شيء لا يصدق.. قائمة الانتظار خارج أفضل ملهى ليلي في البرازيل.. لا تضاهي طابور اللاجئات هنا”.
أما في تسجيل ثانٍ فيقول دو فال: «دعني أخبرك، إن التعرف عليهن أمر سهل لأنهن فقراء”.
بينما في التسجيل الثالث، فأدلى عضو البرلمان بتصريحات بذيئة حول مسؤولات أمنيات على الحدود الأوكراني-السلوفاكية، قبل أن يضيف: «أمر لا يصدق يا صاح. بمجرد أن تنتهي هذه الحرب سأعود من جديد
معلوم، أن الحرب الروسية- الأوكرانية رغم مأساويتها تشكّل مادّة دسمة لصناعة السينما في ظلّ وجود تقنيات لم تتوفّر في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
..إنها الحرب؟!.